واشنطن | جدّد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، ميت رومني، هجومه على السياسة الخارجية لمنافسه الديموقراطي باراك أوباما، وخصوصاً في ما يتعلق بمنطقة الحوض العربي _ الإسلامي، إذ كرّر في خطاب ألقاه فجر اليوم، أمام معهد ليكسنغتون العسكري فيولاية فرجينيا، المواقف ذاتها تجاه سوريا وإيران وإسرائيل ومجمل الصراع العربي الإسرائيلي، وقال «سأعمل على تأكيد علاقاتنا التاريخية مع إسرائيل والتزامنا الملزم بأمنها»، موضحاً أنّه لن يكون هناك أبداً أيّ غموض في هذه العلاقات. وأشار إلى أنّ العلاقات بين أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قد عانت من توتّر كبير، وأنّ أوباما قد نجح في إيجاد صدع بين الولايات المتحدة وإسرائيل، معتبراً ذلك «وضعاً خطيراً أدى إلى نكسة في آمال السلام في الشرق الأوسط، وشجّع خصومنا المشتركين وخاصة إيران». وأضاف رومني «سوف أجدّد التزام أميركا بهدف قيام دولة فلسطينية ديموقراطية مزدهرة تعيش جنباً إلى جنب بسلام وأمان مع دولة إسرائيل اليهودية». ورأى أنّ الرئيس أوباما «فشل في هذه المسألة الحيوية، وبدلاً من أن تكون هناك عملية تفاوض، تحولت إلى سلسلة من النزاعات الساخنة في الأمم المتحدة». وأضاف «في هذا الصراع القديم، وكما هي الحال في أي تحدّ نواجهه في الشرق الأوسط، فإن رئيساً جديداً سوف يجلب الفرصة لتبدأ من جديد».
وتطرق رومني إلى موضوع الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأميركية في بنغازي، معتبراً أنّ من هاجموا القنصلية هم الجهة نفسها التي هاجمت الولايات المتحدة في 11 أيلول عام 2001. وقال إن «الهجوم على قنصليتنا في بنغازي لا يقلّ خطورة عن الهجوم الذي ضرب برج التجارة العالمي في نيويورك في اليوم نفسه، ولكن في عام 2001. وينبغي ألا ينظر إلى الهجمات على أميركا الشهر الماضي بأنها أفعال عرضية، إنها تعبيرات عن صراع أكبر تجري إدارته في منطقة الشرق الأوسط الكبير، وهي المنطقة التي هي الآن في خضمّ اضطراب أكثر عمقاً منذ قرن. ويمكن أن ينظر إلى خطوط الصدع في هذا الصراع بوضوح في بنغازي». وأضاف «لا يمكن إلقاء اللوم في مثل هذا الهجوم على الفيديو المسيء للإسلام، رغم أن الإدارة الأميركية حاولت إقناعنا بذلك. إنّ هذه الهجمات هي عمل متعمّد من إرهابيين يستخدمون العنف لفرض إيديولوجيتهم السوداء على الآخرين، ويسعون لشنّ حرب دائمة على الغرب».
ويرى مراقبون أن رومني يسعى للاستفادة من حالة الاستياء والغضب لدى الشعب الأميركي من أحداث بنغازي وشعورهم بعدم وفاء وامتنان الشعب الليبي للمساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة له خلال ثورات الربيع العربي، غير أنّ ذلك لم يمنعه من عرض دعمه لجهود الشعب الليبي في تأليف حكومة تمثّلهم جميعاً.
وقد احتلت الأزمة السورية وإيران حيّزاً بارزاً في خطاب رومني، في الوقت الذي يرى فيه مراقبون أن سياسة باراك أوباما تقوم حتى الآن على عدم تصعيد الموقف في سوريا، خوفاً من أن تتحول الحرب الدائرة فيها إلى حرب إقليمية.
وقال رومني «إن إيران ترسل أسلحتها إلى نظام الأسد لأنهم يعرفون جيداً أنّ سقوطه سيكون هزيمة استراتيجية بالنسبة إليهم، ويجب أن نعمل بقوة مع شركائنا الدوليين لدعم السوريين، بدلاً من الجلوس جانباً». واتهم رومني الرئيس أوباما بالفشل في تقديم الدعم للمعارضين السوريين، بالقول «سأعمل مع شركائنا لتحديد وتنظيم أعضاء المعارضة السورية الذين يشاطروننا قيمنا، وسنحاول ضمان حصولهم على الأسلحة التي يحتاجون إليها لهزيمة دبابات ومروحيات الأسد». وأكّد أنّ المعارضين السوريين في يوم من الأيام سيتولّون قيادة البلاد، وأن على الولايات المتحدة أن تنضم إليهم الآن، نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية لسوريا في المنطقة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنّه يشارك أوباما في رغبته في الوصول إلى «شرق أوسط أكثر أمناً وحرية وازدهاراً».
وحذّر رومني إيران من المضي قدماً في إنتاج سلاح نووي، مؤكداً أن واشنطن لن تصمت إذا استمرت طهران بتطوير سلاحها النووي، داعياً إلى التوسع في نشر حاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط وفي الخليج.
وفي ما يتعلق بملفّ أفغانستان، انتقد أوباما لوضعه تاريخاً محدداً علنياً لسحب القوات الأميركية من أفغانستان، متجاهلاً دعوات بعض القادة العسكريين بالسماح لبعض الجنود بالبقاء بعد هذا التاريخ.