وعد الرئيس الفنزويلي، هوغو تشافيز، بأنه سيكون رئيساً أفضل وأن الحكومة ستبدأ بدورة جديدة تلتزم فيها تلبية احتياجات الناس بفعالية أكبر، وذلك بعد فوزه بولاية رئاسية رابعة أمام منافسه مرشح المعارضة، انريكي كابريليس رادونسكي، ما سيسمح له بالاستمرار في «ثورته الاشتراكية البوليفية» حتى عام 2018.
وأظهرت أرقام السلطات الانتخابية بعد فرز 94% من الأصوات، أن تشافيز حصل على 54,66% من الأصوات مقابل 44,73% لكابريليس. ومع حصوله على أكثر من 7,7 ملايين صوت مقابل 6,3 ملايين صوت لكابريليس، يكون تشافيز قد جمع أصواتاً أكثر مما حصل عليه في الانتخابات السابقة عام 2006، حين هزم المعارض مانويل روزاليس بفارق أكثر من 25 نقطة، وفاز بنحو 62% من الاصوات.
وذكرت رئيسة اللجنة الانتخابية الوطنية، تيبيساي لوثينا، أن الانتخابات سجلت إحدى أعلى نسب المشاركة خلال العقود الأخيرة، وبلغت 80.94%.
وعقب إعلان النتائج، احتفل عشرات الآلاف من أنصار تشافيز في الشوارع المحيطة بقصر الرئاسة في وسط كراكاس، ولوحوا بقبضاتهم في الهواء ورددوا اسم تشافيز، وأُطلقت العيارات النارية ابتهاجاً.
وفي أول تعليق له بعد صدور النتائج، دعا تشافيز المعارضة إلى «الوحدة الوطنية»، من دون إعطاء مزيد من التوضيحات. وأكد أن البلاد «ستواصل انتقالها نحو الاشتراكية الديموقراطية البوليفارية في القرن الحادي والعشرين». وأضاف، مخاطباً آلافاً من مناصريه من على شرفة القصر الرئاسي في ميرافلوريس وهو يلوّح بنموذج لسيف الاستقلال للبطل سيمون بوليفار: «اليوم كان يوماً لا ينتسى، أشكركم وأتضرع لله أن يعطيني الحياة والصحة لمواصلة خدمة الشعب الفنزويلي».
من جهته، أكد مرشح المعارضة الخاسر، انريكي كابريليس، التزامه عدم الطعن في النتائج، مهنئاً الرئيس، وشكر الناخبين الذين منحوه ثقته. وقال الحاكم السابق لولاية ميراندا، ثانية كبرى ولايات فنزويلا عددياً، الذي حقق أفضل نتيجة للمعارضة في الانتخابات الرئاسية منذ وصول هوغو تشافيز إلى السلطة: «حتى نفوز، يجب أن نعرف كيف نخسر».
وبحسب المراقبين، فإن كل شيء يشير إلى أن تشافيز ينوي مواصلة سياسته الاشتراكية. وقال لويس فيسينتي ليون، من معهد داتا اناليسيس، إن «تشافيز سيحاول تقوية الثورة، سيحاول تصوير فوزه على أنه فوز للفكرة القائلة بأن ثورته يمكن أن تتعمق مع مرور الزمن». وأضاف أن النتيجة العالية التي حصل عليها منافسه «ترسي علاقة جديدة بين المعارضة والحكومة» وسيترتب على تشافيز أخذها في الاعتبار.
وفي أولى ردود الفعل على نتائج الانتخابات، سارع ثلاثة قادة يساريين في أميركا اللاتينية مساء الأحد إلى تهنئة تشافير على إعادة انتخابه، هم: رئيسة الأرجنتين كريستينا كيرشنر، ورئيسا الإكوادور رافاييل كوريا، وبوليفيا إيفو موراليس.
في المقابل، اتهمت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، إيلينا ــ روس ليتينين، تشافيز بالسعي إلى الاحتفاظ بمنصبه بأي ثمن، بما يشمل التلاعب والترهيب. وقالت: «من المؤسف أن تشافيز احتفظ بالسلطة في فنزويلا، ورفض دخول مراقبين دوليين، وأجرى تعديلات في اللحظة الأخيرة للنظام الانتخابي، وسيطر على النظام القضائي وقام بترهيب صحافيين مستقلين ورسخ سلطته عبر التلاعب بالأصوات لمصلحته».
بدوره، قال المتحدث باسم دائرة أميركا اللاتينية في وزارة الخارجية الاميركية، وليام اوستيك، إن من الضروري في المستقبل الاستماع إلى أصوات ستة ملايين فنزويلي صوتوا لمصلحة المعارضة في الانتخابات الرئاسية. وأضاف أن الولايات المتحدة تأخذ علماً بهذه النتائج وتهنئ الفنزويليين على «مشاركتهم القوية وطريقة إجراء الانتخابات التي كانت سلمية عموماً».
(أ ف ب، رويترز)