أعلنت الحكومة الفيليبينية والمتمردون الانفصاليون المسلمون في جنوب البلاد، أمس، إبرام اتفاق لإنهاء حركة التمرد، التي اسفرت عن سقوط 150 الف قتيل منذ 1978 ونزوح مئات الآلاف من السكان، بعد نحو 15 عاماً من المحادثات التي تخللها العنف. وأعلن رئيس الفيليبين، بينينيو اكينو، أن الاتفاق الاطار، الذي سيوقع يوم 15 تشرين الاول في مانيلا بحضور رئيس الوزراء الماليزي، جيب رزاق، ينص على اقامة منطقة تتمتع بحكم ذاتي شبه كامل في منطقة ميندناو التي يقيم فيها عدد كبير من المسلمين قبل نهاية فترة رئاسة اكينو في 2016.
وقال اكينو، عبر بث مباشر من قصر الرئاسة، إن «هذا الاتفاق ينشئ كياناً سياسياً جديداً يستحق اسماً يرمز ويكرم ويجسد هذا الجزء من بلادنا. الاسم سيكون بانجسامورو». وأضاف أن «هذا الاتفاق الاطار يمهد الطريق لسلام دائم في ميندناو ويشمل كل المجموعات الانفصالية السابقة، ويرسم لنا حدودنا وأهدافنا، بحيث نحافظ، في الوقت عينه، على سيادة بلادنا»، مؤكداً أن «جبهة مورو الاسلامية للتحرير لم تعد تطالب بدولة منفصلة».
واكد اكينو، وهو محاط بوزراء حكومته، «هذا الاتفاق الاطاري يتعلق بالتسامي عن تحيزاتنا. يتعلق بأن ننحي جانباً الشك وقصر النظر اللذين عانت منهما جهود الماضي».
وبموجب الاتفاق، ستنشأ لجنة انتقالية مكونة من 15 عضواً وسيكون امامها حتى 2015 لوضع قانون ينشئ الكيان الجديد ليحل محل المنطقة التي تحظى بوضع شبه مستقل في الوقت الحالي. كذلك سيحدد الكيان الجديد واختصاصه القضائي عن طريق استفتاء بعد اقرار القانون الخاص به.
كما ستحصل المنطقة الخاصة بالمسلمين على المزيد من الصلاحيات السياسية والاقتصادية، بما في ذلك فرض الضرائب لخفض الدعم الذي تقدمه الحكومة المركزية ونصيب اكبر من ايرادات الموارد الطبيعية ودور اكثر نشاطاً في الامن الداخلي، فيما أكدت الحكومة أنها ستبقي سيطرتها على مجالات الدفاع والامن والسياسة والخارجية والنقد.
من جهتها، رحبت حركة التمرد بالاتفاق الذي تم التوصل اليه السبت في ماليزيا بعد اشهر من المفاوضات، وقالت إنها ترى فيه «بداية السلام». وتوجه نائب رئيس جبهة مورو، المكلف الشؤون السياسية، غزالي جعفر، بشكر إلى الرئيس الفيليبيني على قبوله بالاتفاق، مشيراً إلى أن الحركة سعيدة بذلك.
وذكر جعفر بأن الاتفاق ليس سوى مسودة لخارطة طريق، وأنه لا يزال هناك الكثير من النقاط التي يجب مناقشتها من بينها مساحة المنطقة التي ستتمتع بحكم ذاتي. كما لم يرد أي نقطة في البيان حول تخلي المتمردين عن اسلحتهم.
وفيما لم يذكر الرئيس الفيليبيني أي برنامج زمني لاعلان اتفاق سلام نهائي، كشف غزالي جعفر أن الجانبين يفكران في تحديد منتصف 2016 مهلة نهائية لإنجازه. كذلك، صرح اكينو وجعفر أنه لا تزال هناك عقبات يجب تجاوزها، من بينها عرض الاتفاق على السكان في الفيليبين عن طريق استفتاء.
بالمقابل، وبعد قليل من الاعلان عن الاتفاق، أكد المتحدث باسم حركة بانجسامورو المنشقة، ابو مصري ماما، أنها ستواصل القتال من اجل اقامة دولة اسلامية.
(أ ف ب، رويترز، بو بي آي)