أعلنت السلطات الفرنسية، أمس، أنها فككت خلية اسلامية متطرفة، وقتلت أحد أفرادها، وهو فرنسي في الثالثة والثلاثين من العمر في مدينة ستراسبورغ، بعدما أطلق النار على رجال الأمن، الذين جاؤوا لاعتقاله للاشتباه في أنه هاجم محلاً تجارياً يهودياً في أيلول، فيما جرى اعتقال 11 شخصاً. وقال رئيس الوزراء الفرنسي، جان مارك ايرولت، «إنها عملية خطيرة جداًَ وواسعة جداً، أُطلقت منذ اسابيع، وتهدف الى تفكيك شبكات ارهابية».
ويدعى المشبوه فيه، الذي قتل في ستراسبورغ، جيريمي لوي سيدني، وقد أطلق النار من مسدس «ماغنوم ــ 357» على الشرطيين، الذين ردوا بالمثل، ما أدى الى اصابته برصاصات قاتلة، كما أُصيب شرطي، لكن معدات الوقاية من الرصاص أنقذته. وقال المدعي العام لباريس فرنسوا مولان، إن رجلاً آخر أُوقف في منطقة باريس كان لديه 22 رشاشاً. وشملت العملية الأمنية مدينة كان، حيث كان يعيش عدد من أعضاء الخلية، بينهم سيدني. وأشار مولان الى أن هذه العملية مرتبطة بإلقاء «قنبلة يدوية دفاعية يوغوسلافية» في أيلول على متجر للمنتجات الحلال لليهود في سارسيل. وعثر المحققون حينها على القنبلة اليدوية على آثار من الحمض النووي المطابق لسيدني المعروف من قبل الاستخبارات الفرنسية منذ ربيع 2012. ووصف المدعي العام هذا الرجل المولود في ميلان شرق باريس، الذي صدر عليه حكم قضائي في 2008 لتهريبه مخدرات، بأنه «منحرف اعتنق الاسلام المتشدد».
وقال مولان إن المحققين عثروا على أموال وادب اسلامي ومواد معلوماتية و«وصايا كتبها أربعة» أشخاص. وأضاف أن الشرطة عثرت خلال العملية على «لائحة بأسماء الجمعيات اليهودية في المنطقة الباريسية». وقال مصدر قريب من التحقيق إن الأشخاص الذين ينتمون الى ما اعتبره المدعي «شبكة أو خلية»، يتسمون بصفات «الزعران»، وثلاثة منهم واجهوا مشاكل قضائية لوقائع تتعلق بالحق العام. وأشار الى «أنهم يعتبرون أنفسهم على نحو واضح جهاديين».
من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس، الذي استقبل مع الرئيس فرنسوا هولاند ممثلين عن اليهود، لقناة «تي أف 1»، إنها «ليست شبكات ارهابية قادمة من الخارج، بل فرنسيون اعتنقوا الاسلام، فرنسيون مسلمون». أما الرئيس الفرنسي، فوعد بأن تحشد الدولة طاقاتها من أجل التصدي لكافة التهديدات الارهابية. وقال إن العملية الأمنية «سمحت بالقضاء على خلية اسلامية» اقترفت أعمالاً ارهابية. وأضاف إنه «سيُعرَض مشروع قانون لمكافة الارهاب على البرلمان في أقرب الآجال»، ما سيتيح «تعزيز الأدوات لتكون أكثر فاعلية في التصدي لهذه الآفة». وقال إن «أماكن العبادة ستكون مراقبة اكثر، لأن العلمانية في بلادنا هي مبدأ اساسي، ويفرض على الدولة حماية كافة الديانات». في غضون ذلك، تظاهر عشرات المسلمين في منطقة ابيناي ـ سور ـ سين للتنديد بتدخل رئيس البلدية اليميني في شؤونهم الدينية. وتجمع المتظاهرون أمام البلدية، رافعين لافتات كتب عليها «أيها المسلمون اصمتوا : فرئيس البلدية هيرفيه شيفرو يقرر عنكم». من جهته، ندد هيرفيه شيفرو بعمل «عدد قليل من الاشخاص. أتى بعضهم من خارج» بلديته، نافيا «أي تدخل في الشؤون الدينية لمسلمي ابيناي». وقال «أنا لا أدير المسجد، انه المسجد الكبير في باريس الذي يقوم بهذا الامر». واضاف ان «هؤلاء الناس لا يمثلون أحدا. إنهم سلفيون».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)