مقديشو | سيطرت قوات مشتركة من الجيشين الصومالي والكيني على منطقة ساحلية قريبة من مدينة كسمايو الصومالية أحد أهم المعاقل الرئيسية لـ«حركة الشباب» التي سقطت جزئياً أمس في أيدي عناصر قوة «اميصوم»، فيما أعلن متحدث عسكري كيني أن القوات المشتركة سيطرت على المدينة الساحلية الاستراتيجية. وقالت بعثة الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في الصومال «أميصوم»، في بيان صحافي، إن وحدات من الجيش الكيني المنخرط في قوات «أميصوم» تشقّ طريقها باتجاه مدينة كسمايو لتحرير شعبها ولإعادة استقرارها وسلامها وأمنها. وقال القائد العام لقوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال، الملازم اندرو غوتي، في بيانه، إنهم يحثّون جميع المقاتلين المتبقين في كسمايو على إلقاء أسلحتهم في الأيام والأسابيع الأخيرة المقبلة لإيقاف القتال، مؤكداً «سلامتهم إذا تجرأوا على الاستسلام سلمياً» لقواته.
أما المتحدث الرسمي لقوات «أميصوم»، العقيد الجيبوتي علي آدم حامد، فقد أوضح لـ«الأخبار» أن القيادة الأفريقية لم تفسح للقوات الكينية استخدام طائرات وبارجات حربية، وقال «أميصوم لا تتحمل مسؤولية العقبات والأزمة التي قد ترتكبها هذه القوة الكينية. ونحن نسعى للزحف البري بدلاً من القصف الجوي والبحري التي دائماً ما تسبب مجازر إنسانية في حق الشعب المدني».
وكسمايو، التي لم تسقط بصورة كاملة على يد القوات المشتركة، يتواجد في داخلها عدد كبير من مقاتلي «الشباب» وميليشيات قبلية موالية لها ومُدجّجة بالأسلحة الخفيفة والرشاشات وقذائف «آر بي جي» والصواريخ التي تُحمَل على الكتف والمتفجرات.
وقال قيادي من «الشباب» رفض كشف اسمه لـ«الأخبار» إن «الغزاة الكينيين وعملاءهم الصوماليين لن يسيطروا على المدينة، التي لا يمكن إخلاؤها بسهولة إلا بعد ان تتحول إلى بحيرة دماء».
وقال المتحدث العسكري للحركة الشيخ عبدالعزيز أبو مصعب، في رسالة لإذاعة «الأندلس» التابعة للحركة، إن قواته وأنصاره القبليين سيلقنون «العدو الغاشم» درساً قاسياً، داعياً جميع مقاتليه إلى القيام بالدفاع عن المدينة ولمنع سقوطها.
وتحاول قوات صومالية وكينية التحرك براً من قرية «جناي عبدله» الواقعة على بعد 50 كيلومتراً شمالاً من كسمايو، لكن الألغام الأرضية وحرب الشوارع هما العائقان الكبيران اللذان يوقفان زحفهما، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة التي تسقط على جميع مناطق محافظة «جوبا السفلى» في جنوب الصومال.
في هذا الوقت، أفاد المتحدث العسكري الكيني سيروس اوجونا، محطة تلفزيون «سيتزن» الكينية بأن «الأنباء التي تقول إن كسمايو سقطت اليوم (أمس) في أيدي قوات الدفاع الكينية وقوات الحكومة الصومالية هي في الواقع صحيحة جداً».
في هذا الوقت، حلّقت مقاتلات ومروحيات كينية فوق المدينة، حيث قصفت نقاطاً محددة من الجزء الشمالي التي يقول العسكريون من القوات الحكومية إنها معقل للمتمردين. وتُعتبر كسمايو المنفذ الاقتصادي الأول للحركة «الجهادية» بعد بلدة «براوة» الساحلية. وقد قامت في الأسابيع الثلاثة الأخيرة بوارج حربية ومقاتلات كينية بعمليات قصف لمواقع عسكرية للمتشددين الاسلاميين.
وكانت حركة الشباب الاسلامية قد انسحبت من العاصمة مقديشو في آب 2010، إلا أنها لا تزال تقوم بتنفيذ عمليات اغتيال وتفجيرات انتحارية في البلاد.
يأتي هذا التطور الميداني للقوات المشتركة في وقت يتوقع أن يعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، عن تعيينه الرسمي لرئيس وزرائه الجديد في غضون 36 ساعة.