أعلن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، أمس، في نيويورك، حيث من المقرر أن يحضر اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن إسرائيل ليس لها «جذور» في تاريخ الشرق الأوسط، فيما حذره الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، من أخطار استخدام لغة تحريضية عندما التقيا أول من أمس في مقر المنظمة الدولية. وفي هذه الأثناء، ذكرت قناة «برس تي في» الايرانية، أن ايران أجرت تجربة ناجحة لاطلاق منظومة محلية الصنع للدفاع الجوي. وأفاد التقرير، الذي نشر في موقع القناة التلفزيونية على الانترنت، أن «المنظومة المتوسطة المدى قادرة على اعتراض الأهداف على مدى 50 كيلومتراً، ويمكنها ان تطير على ارتفاع 75 ألف قدم».
وكان قائد القوات الجوية للحرس الثوري، العميد الركن أمير علي حاجي زاده، قد أوضح خلال عرض عسكري عرضت فيه الاسلحة يوم الجمعة الماضي في طهران، أن «هذه المنظومة صنعت بهدف التصدي للطائرات الأميركية (المعادية)». ونقلت عنه وكالة مهر للانباء قوله «منظومة الدفاع الجوي رعد هي أول منظومة محلية بالكامل للحرس الثوري، صممها وصنعها فنيون ايرانيون مخلصون للنضال من أجل الاكتفاء الذاتي».
وفي نيويورك، قال الرئيس الايراني، إن إيران جذورها ضاربة في التاريخ منذ آلاف السنين، إلا أن إسرائيل نشأت منذ 60 أو 70 عاماً فقط، مؤكداً «أنه ليس لها جذور في التاريخ. إنها حتى لا تدخل في المعادلة بالنسبة إلى إيران».
وبشأن التهديدات الاسرائيلية بضرب بلاده قال: «في الاساس نحن لا نأخذ تهديدات الصهاينة بجدية، نملك كل وسائل الدفاع، ونحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا». واشار الى أن «امتياز الفيتو التمييزي الذي يتمتع به بعض أعضاء مجلس الأمن ليس مشروعاً تماماً»، مستنتجاً: «لذلك فإن مجلس الامن لم يتوصل الى إحقاق العدالة وضمان السلام والامن في العالم».
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إنه لفت نظر نجاد، الذي التقاه أول من أمس في نيويورك، إلى «العواقب الضارة المحتملة للغة التحريضية والخطاب المضاد والتهديدات من مختلف الدول في الشرق الأوسط».
وفي سنوات سابقة هاجم نجاد اسرائيل والولايات المتحدة واوروبا في الامم المتحدة، وشكك في أعداد القتلى في المحارق النازية، كما شكك في هجمات 11 أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة.
في الشأن الايراني الداخلي، اعتقلت السلطات الإيرانية الناشط مهدي هاشمي، نجل الرئيس السابق أكبر هاشمي رفسنجاني، بعد عودته من دبي آتياً من بريطانيا، حيث يعيش منذ ثلاث سنوات، وذلك بعد يومين من اعتقال شقيقته فائزة، حسبما ذكرت وكالة الانباء الايرانية (ارنا).
ومثل مهدي (43 عاماً) أمام المحكمة للاستماع إلى الاتهامات الموجهة إليه، والخضوع للتحقيق. وقالت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء، إنه لم يُسمح لمحاميه بالحضور، وبعد ذلك نُقل إلى سجن ايفين في طهران، بعدما أصدرت المحكمة أمراً بالحبس المؤقت.
وأصدر القضاء الايراني مذكرة اعتقال بحق مهدي هاشمي عام 2010.
وكانت السلطات الايرانية قد اعتقلت فائزة رفسنجاني السبت الماضي، تنفيذاً لحكم بالسجن ستة أشهر، بتهمة «الدعاية ضد النظام» صدر بحقها في نهاية 2011. وتتهم السلطات الشقيقين بالمشاركة في احتجاجات 2009، التي اندلعت بعد اعلان فوز الرئيس نجاد بولاية رئاسية ثانية في انتخابات طعنت المعارضة في صحتها.
من جهة ثانية، حجبت السلطات الايرانية الدخول الى بريد «google» التابع لشركة «Gmail» الآمن نسبياً، أمس، في اطار خطوات تتخذها الجمهورية الإسلامية لإقامة شبكة انترنت داخلية في ايران، معزولة عن الإنترنت العالمية، كما جرى تقييد الدخول الى النسخة غير الآمنة من موقع «google» للبحث، حسبما اكتشف المستخدمون في ايران. الى ذلك، أطلقت إيران محاولة جديدة أمس، لتحقيق الاستقرار في عملتها المتراجعة، بافتتاح مركز صرافة يوفر الدولار الأميركي بسعر مدعوم حكومياً، لاستيراد بعض السلع، وذلك في وقت تعاني فيه البلاد تحت وطأة عقوبات اقتصادية غربية.
وتهاوت قيمة الريال في السوق أكثر من النصف على مدى العام المنصرم، بسبب عقوبات أميركية وأوروبية على قطاعي النفط والمصارف الإيرانيين، مما ألقى بظلال من الشك على قدرة البنك المركزي على الدفاع عن العملة.
ويبدو أن مركز الصرافة سيحل محل خطة سابقة لإقامة سوق لتداول العملة، وهو المقترح الذي انتقده القطاع الخاص بشدة، قائلاً إن البرنامج سيستحدث ببساطة سعراً جديداً للريال، ويجلب مزيداً من الارتباك للاقتصاد.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)