حذرت إيران أمس اسرائيل والولايات المتحدة من شن أي هجوم عليها، خلال عرض عسكري كبير حضره الرئيس محمود احمدي نجاد، وكبار مسؤولي البلاد، نظم في ذكرى اندلاع الحرب العراقية الايرانية (1980-1988). وقال نجاد، أمام آلاف الرجال الذين استعرضوا عشرات الدبابات والصواريخ المنقولة على شاحنات في العاصمة طهران، إن ايران تلجأ الى «الروحية والثقة بالنفس» اللتين سادتا خلال الحرب من أجل «النهوض والدفاع عن حقوقها» اليوم أمام ضغوط القوى الكبرى. وانتقد الرئيس الإيراني «القوى العالمية التي تدعي» الدفاع عن الحريات والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، قائلاً إن الغربيين «ينتفضون ضد مسألة تتعلق بحدث تاريخي.. يهددون ويضغطون على دول لطرحها السؤال، لكن في ما يتعلق بأسوأ الإهانات الى المقدسات البشرية والأنبياء.. ينادون بالحرية».
وأضاف نجاد، إن «هذه القوى تستغل الشعارات للهيمنة على العالم وتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة»، مشيراً الى الإساءات المتكررة من قبل الغرب بحق «المقدسات الإسلامية». ولفت الى أن «الذين يعاقبون كل من يشكك في بعض القضايا يرتكبون اليوم جريمة منكرة»، كما أن «الذين يتشدقون بحقوق الإنسان والدفاع عن النظام الدولي وضعوا كل القيم تحت أقدامهم»، متّهماً النظام الدولي بأنه «يواصل نهب الشعوب ولا يرضى بأية كرامة ولا تقدّم علمي وازدهار لأي بلد».
وفي المناسبة نفسها، أشار ضباط إيرانيون الى أن عرض قوة ايران العسكرية ينبغي ان تستوعبه اسرائيل، التي صعّدت في الأسابيع الفائتة التهديدات بضرب منشآت نووية ايرانية. وقال رئيس هيئة الأركان الإيراني، حسن فيروز ابادي، لوكالة أنباء «فارس» الايرانية، «لا نشعر بالتهديد من الهراء الذي صدر عن قادة ذاك النظام»، موضحاً ان رد ايران على اي هجوم سيكون «فورياً ولا يمكن وقفه».
بدوره، قال قائد الجيش الايراني، عطاء الله صالحي، لوكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) ان «تنظيمنا عرضاً عسكرياًَ هدفه الردع لا التهديد». وكرّر، الى جانب مسؤولين عسكريين اخرين، التعهد بالقضاء على اسرائيل إذا هاجمت ايران.
اما رئيس قسم الطيران في الحرس الثوري، المكلف الدفاع الصاروخي، العميد أمير علي حجي زاده، فقد كرر تهديد ايران باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي في حال تعرضها لهجوم او لعقوبات توقف صادراتها النفطية. وقال «اذا لم يعد لمضيق هرمز فائدة لنا يوماً ما، فسنحرم الاخرين الاستفادة منه»، لكنه اضاف إنه «لا مشكلة في الظروف الحالية».
كذلك قلل حجي زاده من المناورات الحربية البحرية التي تجريها الولايات المتحدة وثلاثون دولة اخرى في الخليج، وقال إنها «لا تمثّل تهديداً لنا».
وشمل العرض العسكري الذي يأتي في الذكرى السنوية لاندلاع الحرب العراقية الايرانية، صواریخ بعیدة ومتوسطة المدی وأنظمة للدفاع الجوي محلية الصنع.
وقالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) إنه جرى خلال هذه المراسم، عرض العشرات من الصواریخ المحلیة الصنع من طراز «شهاب 2» و«زلزال 3» و«قیام» و«قدر» و«سجیل»، إضافة الی صواریخ «فاتح 110» وقواعد إطلاق الصواریخ من نوع «ذو الفقار». وأوضحت أن مدی صواریخ «قدر 110» یبلغ 2000 كیلومتر، بينما تعمل صواریخ «سجیل» بالوقود الصلب ولا یمكن لأجهزة الرادار رصدها، كذلك جرى خلال هذه المراسم عرض أنظمة للدفاع الجوي من نوع «تو ام 1» و«صیاد 2» و«سام 6» و«علیم» و«كاشف 1» و«كاشف 2». وتأتي هذه المناورات مع تزايد التكهنات حول احتمال قيام إسرائيل بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
(أ ف ب، يو بي آي)