فيما تحدثت التقارير الصحافية عن أسطول من السفن الحربية البريطانية والأميركية يحتشد في مياه الخليج، هدّد قائد الحرس الثوري الايراني، الجنرال محمد علي جعفري أمس، بأن بلاده ستضرب مضيق هرمز والقواعد الأميركية في الشرق الأوسط وإسرائيل إذا تعرضت لهجوم. وأضاف جعفري أن مضيق هرمز، الذي يمر منه ثلث تجارة نفط العالم، سيكون هدفاً مشروعاً لإيران إذا تعرضت لهجوم، قائلاً إن «هذه سياسة إيران المعلنة، بأنه إذا وقعت حرب في المنطقة وكانت الجمهورية الإسلامية أحد أطرافها، فمن الطبيعي أن يواجه مضيق هرمز وسوق النفط صعوبات». وأشار جعفري إلى أن القواعد العسكرية الأميركية، مثل تلك الموجودة في البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة والسعودية، ستكون كذلك هدفاً مشروعاً للصواريخ الإيرانية أو للقوى الموالية لها.
وقال إن «الولايات المتحدة لديها الكثير من نقاط الضعف في المناطق المحيطة بإيران، وقواعدها تقع في مدى صواريخ الحرس الثوري، ولدينا قدرات أخرى خاصة عندما يتعلق الأمر بدعم المسلمين للجمهورية الإسلامية».
إلا أنه قال إنه إذا ضربت الطائرات أو الصواريخ الأميركية إيران «فلن يتبق شيء من إسرائيل بالنظر إلى حجمها»، مضيفاً «لا أعتقد أن أي جزء من إسرائيل سينجو من الضرر، نظراً إلى قدراتنا الصاروخية. وبالتالي فإن ردّنا (التهديد بردّ مدمر) هو بحد ذاته رادع». وشدد على أنه «في حال تعرضها لهجوم، فإن التزامات إيران ستتغير. وفي تقديري، إن إيران قد تخرج من معاهدة الحد من الانتشار النووي، ولكن ذلك لن يعني الإسراع إلى إنتاج قنبلة نووية، لأن لدينا فتوى بخصوص ذلك من المرشد الأعلى» للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.
في غضون ذلك، أفادت صحيفة «صندي تليغراف» أمس، بأن بوارج وحاملات طائرات وغواصات وكاسحات ألغام من 25 دولة تتقاطر الآن على مضيق هرمز الاستراتيجي، في استعراض غير مسبوق للقوة، مع تحرك إسرائيل وإيران أكثر نحو حافة الحرب. وأضافت أن القادة الغربيين مقتنعون بأن إيران ستردّ على أي هجوم من خلال محاولة إغلاق أو زرع ألغام في مضيق هرمز، الذي يمر عبره حوالى 18 مليون برميل من النفط يومياً، أي ما يعادل 35 في المئة من إمدادات النفط للعالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن سفناً حربية من أكثر من 25 بلداً، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسعودية والإمارات، بدأت مناورة سنوية هي الأضخم من نوعها في المنطقة، وستستمر 12 يوماً، استعداداً لأي إجراء وقائي أو انتقامي من إيران، وسيجري خلالها التدرب على تكتيكات طرق اختراق الحصار الإيراني لمضيق هرمز وتطهيره من الألغام.
وقالت إن القوة المتعددة الجنسيات في الخليج تضم ثلاث حاملات طائرات أميركية على متن كل واحدة منها طائرات تفوق ما يملكه سلاح الجو الإيراني بأكمله من الطائرات، وتتولى حمايتها 12 بارجة، ومنظومات صواريخ بالستية، وفرقاطات، ومدمرات وسفن هجومية تحمل آلاف الجنود من مشاة البحرية والقوات الخاصة الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن القوة البحرية البريطانية تتكون من أربع كاسحات ألغام، وسفينة لوجستية، وسفن حربية، فيما ستنفذ المدمرة (دياموند)، البالغة قيمتها 1 مليار جنيه إسترليني والتي تُعدّ أقوى سفينة لدى البحرية الملكية البريطانية، مهمات في المنطقة.
ونقلت عن مصادر دفاعية «أن إيران، على الرغم من أن قدرتها قد لا تكون متطورة من الناحية التكنولوجية، لكنها يمكن أن توجه سلسلة من الضربات المميتة ضد السفن البريطانية والأميركية باستخدام غواصات صغيرة وزواق هجومية سريعة والألغام والصواريخ المضادة للسفن».
وذكرت الصحيفة أن إيران ستجري هي الأخرى مناورات عسكرية وصفت بأنها الأضخم في تاريخ الجمهورية الإسلامية، لإظهار استعدادها للدفاع عن منشآتها النووية ضد التهديد باستهدافها بغارات جوية، فيما ستقوم مجموعة الرد السريع البريطانية، التي تضم حاملة الطائرات «إلاسترياس» المجهزة بمروحيات من طراز «أباتشي»، وحاملة الطائرات الفرنسية «شارل ديغول» بإجراء مناورات في شرق البحر الأبيض المتوسط، وسيجري تحويلها بسهولة إلى منطقة الخليج عبر قناة السويس في غضون أسبوع من صدور الأوامر إذا ما دعت الحاجة.
في المقابل، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن رفضه لأن توجه إسرائيل ضربة عسكرية لإيران، مؤكداً أنه أمر «غير مقبول»، معبّراً عن عدم قبوله الرد الإيراني عليها أيضاً. وقال بان في حديث مع برنامج «دولي» لقناة «تي. في 5» الفرنسية، إن توجيه «ضربة إلى بلد ما أمر غير مقبول، وفكرة الهجوم المضاد غير مقبولة أيضاً». وأكد «إنني قلق جداً من الحرب الكلامية المحتدمة بشأن ضربة عسكرية محتملة والرد عليها، إن هذا لا يساعدنا»، داعياً إلى العودة إلى «الحوار» لتسوية النزاع بشأن البرنامج النووي الإيراني.
(يو بي آي، أ ف ب)