خلصت دراسة أجراها علماء وخبراء أميركيون، في «مجلس البحث الوطني الأميركي»، ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقتطفات منها، إلى أن منظومة الدفاع الأميركية، غير جاهزة لمواجهة منظومات الصواريخ التي تطورها إيران. كما أشارت إلى أن الولايات المتحدة ستكون مكشوفة في العقد المقبل إزاء هجمات صاروخية ايرانية، مزودة برؤوس نووية. التقرير الشامل، الذي يقع في 260 صفحة، استمر إعداده عامين، وشارك فيه 16 عضواً من كبار العلماء والمهندسين وخبراء التسلح الأميركيين، الذين يعملون في جامعات ومؤسسات بحثية ومختبرات وطنية مختلفة. وقدمت خلاصة التقرير أخيراً إلى الكونغرس، الذي أكد على أن الدفاعات الأميركية ضد الهجمات الصاروخية، تعاني من ضعف وثغر كبيرة، وتكشف الولايات المتحدة على أنواع معينة من الضربات الصاروخية البعيدة المدى، التي يمكن لإيران أن تنفّذها. وأشار إلى أن «الدفاعات الأميركية لا تكفي لتأمين رد ناجع على هجمات صاروخية ايرانية في المستقبل».
ونصح الباحثون الإدارة الاميركية ببناء منظومات اعتراض صاروخي أكثر نجاعة، وتصيبها ليس فقط في كاليفورنيا وألاسكا، كما هي الحال عليه الآن، والمخصصة للدفاع في مواجهة الصواريخ التي تصل إليها من جهة المحيط الهادئ (شمالي كوريا، والصين وروسيا). ومن بين النصائح تنصيب هذه المنظومات على الشاطئ الشرقي، في ولاية «مين» أو ولاية «نيويورك»، حيث يمكن أن تطلق منها صواريخ اعتراضية.
وقال رئيس الباحثين، ديفيد مونتغيو، الذي كان رئيس خطة الصواريخ والفضاء لانتاج السلاح وطائرات «لوكهيد مارتين»، إنه «منذ زمن طويل كان للولايات المتحدة استراتيجية باهظة الثمن، للدفاع ضد الصواريخ، من دون الأخذ بالحسبان الكلفة في مقابل الجدوى». واقترح على البنتاغون «القيام بتقدير أفضل لمبادرات أكثر نجاعة بكثير»، بما فيها منظومات تحسس حديثة ومنظومات للاعتراض الصاروخي، ونشرها بشكل أوسع على شواطئ الولايات المتحدة. يذكر أن الرئيس باراك أوباما تبنى استراتيجية مختلفة للدفاع عن أوروبا ضد الصواريخ للمدى المتوسط في مواجهة إيران وسماها «أكثر قوة وأكثر ذكاء».
لكن التقرير الجديد، انتقد هذه الاستراتيجية ووصفها بالضعيفة. مشيراً إلى ان الولايات المتحدة قادرة على مواجهة جيل الصواريخ الباليستية الموجودة بحوزة كوريا الشمالية، ولكنها محدودة النجاعة في مقابل الصواريخ الإيرانية المستقبلية.