بعدما أعلنت الولايات المتحدة، وعلى لسان أكثر من مسؤول رسمي عسكري وسياسي، رفض أي ضربة اسرائيلية احادية لإيران قبل الانتخابات الأميركية، سارعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، الى الاعلان عن رفض حازم لمطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتحديد خط أحمر واضح لايران. اذ اكدت كلينتون، في مقابلة مع شبكة «بلومبرغ» على هامش قمة دول المحيط الهادي في فلاديفوستوك، في روسيا، أن الادارة الأميركية لا تنوي تقديم التزام علني بتحديد خطوط حمراء واضحة للجمهورية الاسلامية في ايران، مضيفة اننا «لا نضع سقفاً زمنياً نهائياً لايران».
وشددت كلينتون على أن «المفاوضات هي من دون شك الموقف الافضل لمنع ايران من تطوير سلاح نووي». وأكدت أن الولايات المتحدة تتابع عن قرب «ما يفعلونه»، لافتة الى ان «ما يقوم به الايرانيون أهم مما يقولونه».
في موازاة ذلك، أقرت كلينتون بوجود خلافات بين اميركا واسرائيل حول الجداول الزمنية الخاصة باستمرار التفاوض مع ايران، غير اننا «مقتنعون بأن هناك ما يكفي من الوقت من أجل تركيز العقوبات والقيام بكل شيء من اجل دفع ايران الى مفاوضات جدية».
الرد الاميركي أتى بعد تكرار نتنياهو، في مقابلة مع التلفزيون الكندي (سي. بي. سي)، دعوة الولايات المتحدة الى وضع «خطوط حمراء» لإيران، مشيراً الى أن خطوطاً واضحة من هذا النوع، ستمنع نشوب حرب. واضاف نتنياهو ان اسرائيل تناقش مسألة الخطوط الحمراء الآن «مع الولايات المتحدة»، معرباً عن اعتقاده بأن الايرانيين «لا يرون خطاً أحمر واضحاً وأعتقد اننا كلما وضعناه أسرع، زادت فرص تجنب أساليب أخرى من العمل»، في اشارة على ما يبدو إلى الخطوات العسكرية.
من جهة أخرى، أفادت صحيفة «هآرتس» بأن نتنياهو يعتبر بأنه إذا «خصَّبت ايران اليورانيوم الى مستوى أعلى من 20 في المئة، فسيمثل ذلك خطاً أحمر لأنه يثبت بأن ايران قررت القفز باتجاه انتاج سلاح نووي»، وأنه من اللحظة التي يقرر فيها مرشد الجمهورية الاسلامية علي خامنئي انتاج سلاح نووي، فإن ايران تحتاج الى ستة أسابيع فقط من أجل تخصيب الكميات الكافية من اليورانيوم بنسبة 90 في المئة، والذي يمكن انطلاقاً منه انتاج سلاح نووي.
على صعيد آخر، رأت صحيفة «معاريف» أنه على الرغم من الاتصالات المكثفة بين البيت الأبيض والحكومة الاسرائيلية، فإن موعد لقاء نتنياهو مع الرئيس الأميركي باراك اوباما لم يحدد حتى الآن.
في المقابل، اكد رئيس المعارضة ورئيس حزب كديما، شاؤول موفاز، في مؤتمر نظمه مركز «هرتسيليا»، أن اسرائيل غير قادرة وحدها على «تغيير البرنامج النووي الايراني ولا تغيير مفهومها الاستراتيجي».
من جهته، استبعد رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، اللواء عاموس يادلين، «نشوب حرب اقليمية» في حال مهاجمة ايران، لكنه أكد أن اسرائيل «تحتاج الى دعم دبلوماسي، واقتصادي وعسكري من العالم والولايات المتحدة».
بدوره، رأى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز، أن ايران هي مصدر الشر في العالم، متهماً اياها بأنها «تريد السيطرة على الشرق الأوسط».
ورأى انه لا يوجد اليوم في العالم دولة تشبهها في التهديد الذي تشكله على السلام العالمي.
الى ذلك، رأى مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، عوزي اراد، أنه «بعد سنة من الآن سيكون واضحاً الى حد كبير القرار التاريخي ــ الاستراتيجي الى اين وجهة هذا التهديد، الحسم سيتحقق خلال العام 2013».




كشفت صحيفة «معاريف» أن الزعيم الروحي لحركة شاس، الحاخام عوفاديا يوسف (الصورة)، استنجد في أعقاب الجلسات التي عقدها مع مستشار الأمن القومي اللواء يعقوب عميدرور، والعديد من الضباط الذين شرحوا له التهديد الذي تشكله ايران وحزب الله، بالسماء كي تحمي اسرائيل من الخطر الايراني. ودعا يوسف الى اداء صلوات خاصة يطلب من خلالها المساعدة من جنود السماء لمساعدة جنود اسرائيل في حال نشوب حرب مع ايران.
وأشارت الصحيفة الى أن عناصر حركة شاس سيقومون خلال الايام المقبلة بتوزيع هذه الصلاة على الاسرائيليين من اجل القضاء على اعداء اسرائيل. ومما ورد في متن الصلاة «يا رب احفظ جنودنا وقوات اسرائيل وانقذها من المتاعب والضيق والحزن والتنهد وجميع انواع المحن والحوادث».