افتتح المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، قمة قادة دول عدم الانحياز في طهران بخطاب شدد فيه على أن إيران «لا تسعى ابداً إلى التسلح النووي». الا أن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، طالب إيران، في كلمته خلال القمة نفسها، ببناء الثقة حول برنامجها النووي، عبر «الالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتعاون الوثيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، محذّراً من اندلاع «دوامة عنف» على خلفية المسألة النووية الايرانية. وقال خامنئي إن «شعارنا هو طاقة نووية للجميع، ولا أسلحة نووية لأحد. لن تسعى ايران الى امتلاك أسلحة نووية أبداً، ولن تتخلى عن حقها الوطني في الطاقة النووية السلمية». وأضاف أن «الجمهورية الاسلامية الايرانية تعتبر استخدام الأسلحة النووية والكيميائية وأمثالها ذنباً كبيراً لا يغتفر»، قائلاً «لقد أطلقنا شعار: «شرق أوسط خال من السلاح النووي».. ونلتزم بهذا الشعار».
وحول العقوبات الاقتصادية الغربية الهادفة للضغط على ايران في الملف النووي، قال خامنئي، إن «حالات الحظر التي سماها الهاذرون باعثة على الشلل لم تبعث على شللنا، ولن تبعث عليه»، مضيفاً «ليس هذا وحسب، بل إنها رسخت خُطانا وأعلت من هممنا وعمقت ثقتنا بصحة تحليلاتنا وبالقدرات الداخلية لشعبنا».
من جهة ثانية، انتقد الأمين العام للأمم المتحدة، ايران بسبب رفضها تطبيق قرارات الامم المتحدة المتعلقة ببرنامجها النووي، خلال افتتاح قمة طهران.
وقال إن ايران «يجب ان تلتزم بالكامل بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وان تتعاون بعمق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، داعياً قادة «كل الأطراف» في الأزمة النووية الايرانية الى «وقف التهديدات الاستفزازية»، التي يمكن أن «تتطور سريعاً الى دوامة عنف». وأضاف بان «بما فيه مصلحة السلام والأمن في المنطقة والعالم، أطلب بإلحاح من الحكومة الايرانية اتخاذ الاجراءات اللازمة لإعادة الثقة الدولية بخصوص الطابع المحض سلمي لبرنامجها النووي».
وفيما كانت قمة طهران تشهد ساعاتها الأخيرة، أعلنت وكالة الطاقة في فيينا، أمس، أن ايران ضاعفت عدد أجهزة الطرد المركزي في موقعها تحت الأرض في فوردو (وسط) في زيادة تفوق المتوقع لقدرات تخصيب اليورانيوم. وفي تقريرها الجديد حول ايران، اوضحت الوكالة التابعة للامم المتحدة، أن السلطات نصبت نحو ألفي جهاز طرد مركزي في «فوردو» في الثامن عشر من آب، مقابل نحو الف في ايار. واوضحت الوكالة ان 700 جهاز تقريباً من اصل هذا العدد تعمل. وأكدت وكالة الطاقة أنه «لم يتم التوصل الى «نتائج ملموسة» في المحادثات مع ايران هذا العام، وما زالت هناك خلافات مهمة».
في غضون ذلك، أعلن مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون، أن المفاوضات المقررة نهاية آب حول الملف النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى ستشهد «تأخيراً طفيفاً»، لكنها ستتم «خلال الأيام المقبلة». وقال، في مؤتمر صحافي، إنه «لا سبب محدداً لهذا التأخير الطفيف، فقط مسألة مواعيد».
وأكد أن أشتون، وهي موفدة الدول الكبرى في هذا الملف، والمفاوض الإيراني سعيد جليلي «سيتحادثان قريباً، خلال الأيام المقبلة»، من دون أن يوضح ما اذا كانت هذه المحادثات مباشرة أو عبر الهاتف.
في المقابل، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه سيتحدث عن مخاطر برنامج ايران النووي في كلمة له الشهر المقبل امام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. واضاف نتنياهو في بيان له، أنه إثناء مشاركته في الجلسة السنوية للجمعية «سيبلغ دول العالم بصوت واضح الحقيقة بشأن النظام الارهابي في ايران، الذي يمثل اكبر تهديد للسلام العالمي».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)