مع بزوغ فجر اليوم بتوقيت بيروت، يكون ميت رومني قد ألقى خطاب قبوله مرشحاً رسمياً للحزب في سباق البيت الأبيض، وذلك بعد 3 أيام من انعقاد المؤتمر الوطني في تامبا ــ فلوريدا، حيث توالى الجمهوريون على الخطابة، موزعين أدوارهم بين من هاجم الديموقراطيين، شأن مرشح نائب الرئيس بول رايان، وبين من أبرز الجانب الانساني لرومني، شأن زوجته الأنيقة آن.
ويُفترض أن يكون رومني قد استغل فرصته عند القاء كلمته، التي تُنقل عبر التلفزيون، لاقناع ملايين الأميركيين بأنه قادر على أن يسلك طريقا يحقق الانتعاش الاقتصادي ويقدم زعامة أفضل من الرئيس الديموقراطي، باراك أوباما. وكلما اقترب السباق من نهايته، اشتدّت المنافسة، حيث أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته «رويترز» أن رومني وأوباما متساويان وأن كليهما حصل على نسبة 43 في المئة.
وكان نائب رومني، رايان، قد شنّ هجوماً لاذعاً على أوباما، ليعطي بذلك دفعا لحملة رومني. وقال «أقبل واجب المساعدة في اخراج امتنا من ازمة الوظائف واعادتها الى الازدهار. اعرف انه بامكاننا القيام بذلك»، من دون أن يظهر عليه أي توتر خلال خطاب هو الاكبر في حياته السياسية استمر 35 دقيقة. واتهم رايان اوباما بانهاك الاقتصاد الاميركي خلال اربع سنوات من «سياسات اقتصادية فاشلة»، معتبرا أن رومني هو الرجل القادر على قلب الامور بفطنته في ادارة الاعمال. وقال انه «بعد اربع سنوات من المراوحة اميركا بحاجة الى تغيير في المسار والشخص المؤهل للقيام بذلك هو الحاكم ميت رومني».
وتابع رايان هجومه، قائلاً إن «وعود أوباما بالأمل والتغيير فشلت بعد اربع سنوات من السياسة المالية المتهورة وتفاقم الدين والبطالة». وأضاف «بدأ ذلك بخطابات مثيرة للحماسة، اثارة لما هو جديد». وأكد «كل ما بقي الآن هو رئاسة تجنح بلا هدف قائمة على شعارات تبدو منهكة تطمع في لحظة من الزمن ولّت بالفعل».
وزادت حملة اوباما الضغط على رايان في الساعات القليلة التي سبقت إلقاءه خطابه، مع بث فيديو على المواقع الإلكترونية تتهمه بتفضيل سياساته الاقتصادية، التي ولى عليها الزمن واقتطاعات الضرائب لمصلحة الأغنياء واستبدال برنامج «ميد كير» الطبي الذي يحظى بشعبية والمخصص للمسنين بنظام القسائم. وقال أوباما، الذي لم يعلق حملته الانتخابية كما هو متعارف عليه عند انعقاد المؤتمرات الوطنية للحزبين الرئيسيين في البلاد، لآلاف من الناخبين، إنه يجب عليهم متابعة المؤتمر المنعقد في تامبا لمساعدتهم على اتخاذ قرار بشأن من سينتخبونه في الانتخابات المقررة في تشرين الثاني.
اضافة الى رايان، ألقى كل من السيناتور جون ماكين، الذي نافس أوباما في انتخابات 2008، ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس خطابين شددا على السياسة الخارجية التي تلت الاقتصاد في الحملة، وقالا ان رومني سيستعيد زعامة الولايات المتحدة في العالم، واتهما أوباما بالتخلي عن اسرائيل وحلفاء آخرين. وانتقدت رايس أسلوب تعامل أوباما مع انتفاضات الشرق الأوسط، وقالت إن الولايات المتحدة تراجعت وراء الصين في التجارة الدولية ولم تتقدم كثيراً صوب استقلال قطاع الطاقة في ظل حكم أوباما الذي ينتمي للحزب الديموقراطي، والذي لم تذكره رايس بالاسم. وقالت «لا يمكن أن نكون مترددين في القيادة ولا يمكنك القيادة من الخلف».
(أ ف ب، أ ب، يو بي آي، رويترز)