عشية انعقاد قمة دول عدم الانحياز في طهران التي تُعقد اليوم وغداً بمشاركة قادة نحو مئة دولة عضو في الحركة، كشف نائب وزير الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، أن بلاده ستطلب من دول الدول المشاركة مساندة دعوتها إلى وقف إطلاق النار في سوريا. وفيما يشارك نحو ثلاثين رئيس دولة أو حكومة خلال القمة التي بدأت الأحد الماضي على مستوى خبراء ثم على مستوى وزراء خارجية، أعلن عبد اللهيان أن «اقتراح إيران أمام اجتماع أعضاء حركة عدم الانحياز لحل المسألة السورية هو التوصية بوقف إطلاق النار وإجراء محادثات مصالحة وطنية في البلاد».
وقال عبد اللهيان إن «مؤتمر قمة طهران يسعى للتوصل إلى نتيجة في ما يخص الأزمة السورية وتطبيق مبادرة طهران الرامية إلى وقف أعمال العنف في هذا البلد»، موضحاً في تصريح صحافي نقلته وكالة «فارس» للأنباء أن «المقترح المطروح يشمل إعلان هدنة لمدة ثلاثة أشهر، تُعقَد في خلالها مفاوضات بين المعارضة التي تؤمن بالحوار وممثلين عن الحكومة بهدف تحقيق مطالب الشعب السوري، وصولاً إلى تشكيل لجنة وطنية». وأضاف أن «عناصر ما يسمى الجيش السوري الحر تبنت مسؤولية اختطاف المواطنين الإيرانيين»، مؤكداً أن «المفاوضات جارية على قدم وساق بغرض إطلاق سراح هؤلاء المختطفين».
في هذا الوقت، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لصحافيين إيرانيين لدى وصوله إلى طهران أمس، إن لإيران دوراً مهمّاً يمكن أن تقوم به في القضايا الإقليمية، وخاصة في ما يتعلق بسوريا. والتقى بان في وقت لاحق من وصوله الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، والمرشد الأعلى السيد علي خامنئي. ومن المتوقع أن يسرد الرئيس المصري محمد مرسي، الذي سيكون أول زعيم مصري يتوجه إلى إيران منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، المزيد من التفاصيل عن خطته المتعلقة بسوريا.
وكان المسؤول في وزارة الخارجية الإيرانية محمد مهدي اخوند زاده، قد قال للتلفزيون الحكومي أول من أمس الثلاثاء إنه «عندما يحضر السيد مرسي إلى طهران سنرى إن كانت هناك مبادرات لحركة عدم الانحياز. فلنأمل خيراً ولننتظر لنرى كيف ستتطور الأمور». لكن خلال حديث أجرته وكالة «رويترز» مع مرسي هذا الأسبوع، دعا إلى رحيل نظام الأسد، وهو ما تعارضه طهران. بدوره، حمّل وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، أمس، طرفي النزاع في سوريا وبعض الجهات الإقليمية، الداعية إلى التدخل العسكري في هذا البلد، مسؤولية فشل مساعي حل الأزمة السورية، وقال إن الأمر يحتاج إلى «جهد خارق» لبدء عملية حوار سياسي لإيجاد مخرج للأزمة. وأضاف، في مقابلة مع قناة «العالم» على هامش اجتماعات عدم الانحياز في طهران، إن الأزمة السورية لم تعد أزمة سورية أو عربية أو إقليمية، بل أصبحت أزمة دولية، مشيراً إلى وجود خلافات على مستوى مجلس الأمن ودول المنطقة بشأن الأزمة في سوريا.
وأضاف أن الموقف العراقي بشأن الأزمة السورية متميز عن باقي المواقف الدولية، حيث إنه لم يتماش مع إملاءات الآخرين ورغباتهم.
وحول المبادرة التي طرحها الرئيس المصري محمد مرسي لحل الأزمة في سوريا، أعلن زيباري أن الحكومة العراقية لديها بعض الملاحظات على هذه المبادرة، مشيراً إلى أن الأزمة السورية لا يمكن حلها عبر تشكيل لجان اتصال، لكنّ هناك دولاً معنية بهذا الموضوع لا يمكن تجاهل دورها في حل الأزمة السورية. وانتقد زيباري التصريح الأخير للرئيس المصري بشأن دعوته إلى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنه لا يمكن أي شخص أن يصدر أحكاماً مسبقة في القضية السورية.
بدوره، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، لقناة «العالم»، في طهران، إن جامعة الدول العربية بذلت جهودها لحل الأزمة السورية، لكن «الإخفاق هو من مجلس الأمن المسؤول عن السلم والأمن الدولي».
من جهة ثانية، أعلن وزير خارجية إيران علي أكبر صالحي، أن «بإمكان بان كي مون، إذا أراد، أن يتفقد المنشآت النووية (الإيرانية)، فقد وافق رئيس الجمهورية على أن يقوم الأمين العام للأمم المتحدة بذلك إن رغب».
وبشأن زيارة المشاركين في قمة طهران للمفاعلات، قال صالحي: «إننا وضعنا عدة خيارات أمام الضيوف، فبإمكانهم أن يزوروا المدن المهمة في البلاد كأصفهان وتبريز وشيراز، أو المراكز الصناعية كعسلوية، أو شركات صناعة السيارات والمراكز العلمية، أو المراكز البحثية كمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية».
إلى ذلك، نسبت وكالة «مهر» إلى وزير النفط الإيراني رستم قاسمي، قوله أمس، إن «الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز تنتج في العموم أكثر من 40 مليون برميل من النفط يومياً»، مضيفاً: «إننا نجري حالياً مفاوضات مع مندوبي الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز، لزيادة التبادل النفطي بين الأعضاء وخاصة مع إيران».
(أ ف ب، يو بي آي)



عباس في طهران رغم الضغوط


وصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس (الصورة)، إلى طهران لحضور قمة «عدم الانحياز»، رغم الضغوط الأميركية وبعد سجال سياسي بين السلطة الفلسطينية وإيران بشأن دعوة حركة حماس إلى حضور القمة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، لوكالة «فرانس برس»، إن الرئيس سيجري «لقاءات واسعة مع الوفود المشاركة، وسيلقي كلمة مهمة في القمة سيتحدث فيها عن عملية السلام المتوقفة وعن ضرورة دعم حقوق الشعب الفسطيني، وخاصة في القدس الشريف». وأضاف أن عباس سيضع رؤساء الوفود والقمة عموماً بصورة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، و«سيطلب دعمهم السياسي، ولا سيما أن قمة دول عدم الانحياز داعمة بالكامل للحقوق الفلسطينية وتقف مع حقوق الشعب الفلسطيني في دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية».
وتابع قائلاً إن قرارات القمة «سيكون لها الأثر الفاعل، في الخطوة الفلسطينية باتجاه التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل مكانة دولة غير عضو في الجمعية العامة».
من جانبه، قال المستشار السياسي لعباس، نمر حماد، لإذاعة صوت فلسطين «إن عباس تعرض لضغوط أميركية كبيرة لثنيه عن التوجه إلى طهران لحضور قمة دول عدم الانحياز، لكن الرئيس أصرّ على الحضور». وأوضح أن الرئيس الفلسطيني «يعتبر هذه القمة الداعمة تاريخياً للشعب الفلسطيني لا يمكن إلا أن يحضرها من أجل قضية شعبنا وحقوقه الوطنية».
(يو بي آي)