بعد أسبوع على طرح الفكرة في أروقة مقرها في فيينا، وافقت إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تشكيل «مجموعة عمل» لمراقبة البرنامج النووي الايراني، بحسب وثيقة داخلية سُرّبت أمس، فيما يتوقع اليوم أو غداً صدور تقرير يفيد بأن طهران تواصل تطوير برنامجها النووي رغم العقوبات الدولية. وسيتم تشكيل هذا الفريق الجديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي كشف عنه دبلوماسيون الأسبوع الماضي، من خبراء في عدة مجالات، لجعل موارد الوكالة التابعة للامم المتحدة أكثر فعالية.
وبدا أن الاعلان المقتضب من قبل وكالة الطاقة والموجه إلى طاقم العمل، فيه محاولة لتركيز تعامل الوكالة مع الملف الايراني الحساس وتيسيره عن طريق جمع الخبراء والمصادر الأخرى في وحدة واحدة.
في هذه الأثناء، أفاد دبلوماسيون بأن تقرير وكالة الطاقة المُرتقب صدوره اليوم أو غداً، سيشير الى أن إيران نصبت حوالى 350 جهازاً جديداً للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم في منشأة «فوردو» تحت الأرض في وسط البلاد. وكانت الوكالة أوضحت في تقريرها السابق أن «فوردو» تضم أكثر من ألف جهاز طرد مركزي بينها 700 قيد العمل. وأبلغت إيران الوكالة أنها تنوي نصب ثلاثة آلاف جهاز في منشأة «فوردو» التي أقامتها تحت جبل وتصعب مهاجمتها، ونقل عمليات تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة الى هذا الموقع. كذلك يتضمن موقع ناتنز قرب طهران حوالى تسعة آلاف جهاز للطرد المركزي.
وسيوجه المدير العام للوكالة يوكيا امانو، في الوثيقة التي ستسلم الى وفود الدول الأعضاء في الوكالة، انتقادات إلى الجمهورية الاسلامية تأخذ عليها «تنظيف» قاعدة بارشين العسكرية قرب طهران.
وكانت الوكالة عرضت للمرة الأولى في تقريرها الصادر في تشرين الثاني الماضي، عناصر تفيد بأن إيران عملت على إنتاج السلاح الذري قبل عام 2003 وربما بعد ذلك التاريخ أيضاً. لكن إيران رفضت هذه المزاعم، ووصفت التقرير بأنه مزوّر ومسيّس.
ومن بين العناصر المدرجة في الوثيقة اكتشاف حاوية في بارشين قد تكون استخدمت لإجراء تجارب لتفجيرات تقليدية يمكن تطبيقها على التفجيرات النووية، وتطالب الوكالة منذ ذلك الحين بتمكينها من إجراء عمليات تفتيش في الموقع، لكن إيران ترفض السماح لها بالدخول. وأشارت الوكالة في تقريرها الأخير الى نشاطات غير اعتيادية في المنشأة من شأنها أن «تعوق» عمليات التفتيش.
من جهة ثانية، أفادت شركة أبحاث اكتشفت فيروس «مهدي تروجان» للتجسّس الإلكتروني، بأن حملة تجسس إلكترونية تستهدف إيران ومناطق أخرى في الشرق الأوسط اتسع نطاقها حتى بعدما كشف خبراء أمنيين عن العملية الشهر الماضي. وقالت شركة «سكيوليرت» الإسرائيلية للأمن، إنها اكتشفت نحو 150 ضحية جديدة لفيروس مهدي خلال الأسابيع الستة المنصرمة، حيث غيّر مطوّرو الفيروس الشيفرة لتفادي رصده من قبل برامج مكافحة الفيروسات. وبذلك يصبح عدد المتضررين من الفيروس حتى الآن قرابة ألف شخص معظمهم في إيران.
وقال كبير مسؤولي التكنولوجيا في «سكيوليرت» افيف راف، في اتصال هاتفي من مقر الشركة في إسرائيل، إنه «ما زال هؤلاء يعملون».
الى ذلك، دعت واشنطن طهران، أمس، إلى الافراج عن أمير ميرزاي حكمتي، العنصر الأميركي الإيراني، المعتقل بتهمة العمل لمصلحة وكالة الاستخبارات الاميركية (سي آي إيه)، حيث أُرسل لاختراق الاستخبارات الإيرانية.
ورحبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند، في بيان صدر لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاعتقاله، بقرار المحكمة الايرانية العليا في آذار الماضي إلغاء حكم الإعدام بحق حكمتي، إلا أنها «لا تزال قلقة» بسبب عدم السماح بزيارته.
(رويترز، أ ف ب)