انتهت جولة المحادثات النووية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران، أمس، في مقر البعثة الإيرانية في فيينا، من دون التوصل الى نتيجة أو اتفاق على عقد اجتماع آخر، في ظل استمرار الخلافات حول بعض المسائل العالقة في البرنامج النووي الإيراني. وفي هذا الوقت، برز موقف تركي جديد عبّر عن عدم نية أنقرة المشاركة في قمة عدم الانحياز في طهران، فيما سيمثل الملك السعودي عبد الله، نجله عبد العزيز، الى هذا الاجتماع الذي يعقد نهاية الشهر الحالي. وفي العاصمة النمساوية، أعلنت وكالة الطاقة أن الاجتماع الذي عقدته مع طهران أمس، انتهى من دون التوصل الى اتفاق، وأن الطرفين لم يتّفقا أيضاً على أي موعد لاجتماع آخر.
وفي أعقاب الاجتماع، قال رئيس مفتشي الوكالة، هيرمان ناكيرتس، للصحافيين «لا تزال هناك خلافات هامة حالت دول الوصول الى اتفاق»، مضيفاً ان الطرفين لم يتّفقا أيضاً على عقد اجتماع آخر. أما مندوب ايران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، فقال إن المحادثات مع الأمم المتحدة حققت بعض التقدم، لكن تبقى بعض الخلافات.
وعُقد هذا اللقاء قبل نحو أسبوع من صدور التقرير الفصلي الجديد لوكالة الطاقة حول إيران. ويرى بعض الخبراء أن الوثيقة التي ستُدرج على جدول أعمال مجلس حكام الوكالة، الذي يجتمع اعتباراً من 10 أيلول المقبل، ستثبت أن إيران تواصل توسيع أنشطتها النووية، بالرغم من العقوبات الدولية غير المسبوقة المفروضة عليها.
وتوقع دبلوماسيون غربيون، تحدثوا لوكالة «فرانس برس»، أن تعلن وكالة الطاقة في تقريرها أن إيران نصبت أجهزة طرد مركزي جديدة في موقعها تحت الأرض فوردو (وسط)، حيث تخصب اليورانيوم بنسب تصل الى 20 في المئة. وأبرز ما تريده الوكالة هو التحقق من كل النقاط التي أثارتها في تقريرها الصارم الصادر في تشرين الثاني الماضي، والذي قدّمت فيه للمرة الأولى، خلال أكثر من ثمانية أعوام من التحقيق في إيران، عناصر تشير الى أن الجمهورية الإسلامية عملت على صنع السلاح الذري قبل 2003 ويحتمل بعد ذلك أيضاً.
وإحدى النقاط المحورية في المحادثات تتعلق بالسماح لمفتشي الوكالة بالوصول بشكل غير مشروط الى بعض المواقع التي اعتبرتها الوكالة مشبوهة في تقريرها الشديد اللهجة.
من جهة ثانية، قال مسؤولون حكوميون أتراك لصحيفة «زمان» التركية إن أنقرة لن تشارك في قمة حركة عدم الانحياز في طهران هذا الشهر، لا على المستوى الرئاسي ولا على المستوى الوزاري. ونقلت الصحيفة في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني عن مسؤول في مكتب الرئيس التركي، أن الرئيس عبد الله غول، ليس لديه خطة لحضور القمة، على الرغم من دعوة نظيره الإيراني.
وقال المسؤول نفسه إن تركيا لم يكن لديها نية من البداية للمشاركة في القمة كونها ليست عضواً في الحركة التي تضم 120 بلداً، إلا أنه أضاف إنه حتى لو كانت تركيا تخطط للحضور، فإن هناك العديد من العوامل التي تمنعها من ذلك.
وقال مسؤول في وزارة الخارجية التركية للصحيفة إن وزير الخارجية، أحمد داوود أوغلو، لن يشارك في القمة نتيجة انشغالاته الكثيرة، مشيراً إلى أنه لا يزال من غير الواضح على أي مستوى دبلوماسي ستشارك تركيا في القمة، إن شاركت في الأساس.
وفي السياق، أعلنت طهران أن نجل الملك السعودي الأمير عبد العزيز، الذي يتولى منصب نائب وزير الخارجية، سيمثل والده في قمة طهران.
في الشأن الإيراني الداخلي، قال موقع «كلمة» التابع للمعارضة الإيرانية على الإنترنت، إن الزعيم الإيراني المعارض مير حسين موسوي، الذي دخل المستشفى لإجراء فحوصات في القلب، أعيد إلى منزله أمس، حيث تحتجزه السلطات رهن الإقامة الجبرية منذ أكثر من عام. وأضاف الموقع إن زعيم الحركة الخضراء في حالة صحية مستقرة، وقال «أعيد مير حسين موسوي إلى الإقامة الجبرية في منزله اليوم (أمس) بعدما خضع لبعض الفحوص على الأوعية الدموية».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)