يُعقد هذا الأسبوع اجتماع بين مفاوضين نوويين عن إيران ومفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث من المُتوقع أن يضغط المفتشون التابعون للأمم المتحدة من جديد على الجمهورية الإسلامية من أجل السماح لهم بدخول منشأة «بارشين» العسكرية، حسبما أفاد دبلوماسيون وخبراء غربيون في فيينا أمس. وقال أحد المبعوثين «سمعت أن هناك في الوقت الحالي عملية تنظيف كبيرة جارية في بارشين» جنوبي شرقي العاصمة طهران، فيما قال المبعوث ودبلوماسيون آخرون إنه لم يُرصد هذا النشاط إلا بعد أن ذكرت الوكالة اسم مجمع بارشين في تقرير مفصل في أواخر العام الماضي.
وعبّر دبلوماسي آخر معتمد لدى الوكالة عن اعتقاده بأن إيران لن تسمح بدخول المنشأة «إلا إذا كانت واثقة بشدة من أنه لن يُعثر على شيء». ويتوقع أن يؤكد تقرير وكالة الطاقة مجدداً أن إيران ماضية قدماً في برنامجها لتخصيب اليورانيوم. وسيرفع التقرير إلى مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة، والذي سيجتمع في الرابع عشر من أيلول، ويُرجّح أن يهيمن موضوع إيران على جدول الأعمال مرة أخرى.
وسيكون الاجتماع بين الوكالة وإيران هذا الأسبوع الأول بينهما منذ محادثاتهما في أوائل حزيران والتي انتهت بالفشل، حيث وضعت إيران شروطاً لكيفية إجراء التحقيق لم تكن مقبولة لمفتشي الوكالة. وقالت الوكالة إن الجانبين سيجريان «المزيد من المناقشات بخصوص نهج منظم لحل المشاكل المعلقة بشأن برنامج إيران النووي»، في إشارة إلى الشكوك في وجود أبعاد عسكرية محتملة لأنشطة طهران الذرية.
بدوره، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إنه لا يجزم بأن تقدماً سيتحقق في المحادثات مع إيران. وقال للصحافيين، خلال زيارة لهلسنكي، «سبب عدم إفراطي في التفاؤل... هو أننا نبذل قصارى جهدنا بروح بنّاءة للتوصل إلى اتفاق بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكننا لم ننجح حتى الآن في التوصل إلى اتفاق، ولا أرى ما يشير إلى أن ذلك سيتغيّر قريباً».
من جهة ثانية، قلّل وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي من أهمية التهديدات الإسرائيلية لبلاده، قائلاً، على هامش اجتماع مجلس الوزراء في طهران أمس، إن المسؤولين الإيرانيين ردّوا بشكل مطلوب على هذه التهديدات، ومشيراً إلى أن إيران «دولة واعية ويقظة». وأضاف «علينا أخذ أي تهديد على محمل الجد، ولدينا الجاهزية اللازمة للرد عليه، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تكون هذه التهديدات جادة، فمسؤوليتنا أن نأخذ هذه التهديدات بجدية، ولكن إسرائيل ليست في وضع يمكّنها من تنفيذ تهديداتها».
بدوره، حذّر وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إسرائيل من ردّ حازم إذا ما هاجمت بلاده. وقال في بيان، إن «القوات المسلّحة الإيرانية سترد رداً مدمّراً وحازماً على تهديدات الأعداء، وتدافع بشكل مقتدر عن السيادة الوطنية ووحدة أراضي البلاد».
(رويترز، يو بي آي)