مقديشو | الكوليرا، وباء بات يتكرر سنوياً في الصومال من دون اتخاذ السلطات أو المنظمات الدولية أي إجراءات تهدف إلى محاولة الحد من انتشاره. وزارة الصحة في الحكومة الانتقالية الصومالية، لم تخف حقيقة وجود المرض، محذرةً من تراكم القمامة في الأحياء السكنية، فيما تتزايد معاناة المصابين الذين يفقدون الإسعاف الطبي الكامل.
ويعد الصومال من أكثر الدول الأفريقية والعربية تضرراً من انتشار الوباء، حيث الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد والمزمن. وترتفع حالات الإصابة بمرض الكوليرا والإسهال الوخيم في الصومال عند اشتداد الحرارة، كما تتكرر هذه العوارض في مواسم هطول الأمطار.
المصابون بهذا المرض يواجهون مشاكل عدة، تتمثل في عدم توفر الخدمات الطبية الضرورية في المستشفيات. ويرقد المرضى في غرف غير مهيأة صحياً أو تحت الأشجار، ما يؤدي أحياناً إلى تفشي الوباء وموت المريض نفسه بسهولة.
ويتلقى نحو 300 شخص مصابين بمرض الكوليرا والإسهال الحاد عناية صحية مجانية من مستشفى «بنادر» الحكومي بمقديشو. ومعظم المصابين نقلوا من مخيمات النازحين خارج العاصمة وداخلها. وأوضحت الممرضة في المستشفى، صفية جيلاني، لـ«الأخبار» أن الأطفال والنساء المصابون بأمراض مختلفة كسوء التغدية هم أكثر عرضة لوباء الكوليرا، نتيجة لفقدان الرعاية الصحية في الأحياء السكنية كالمياه النقية للشرب ودورات المياه النظيفة.
من جهتها، أشارت الطبيبة لول محمد محمود، المتخصصة بأمراض الأمومة والطفولة، في حديث مع «الأخبار» إلى أن الأسابيع الثلاثة الماضية شهدت تزايداً في أعداد المصابين من الأطفال والنساء بمرض الإسهال، وأنهم يقدمون العلاج مجاناً بالتعاون مع جمعيات خيرية عربية.
وأضافت لول محمد إن الاضطرابات الأمنية والمخاوف من التنقل ليلاً ساهمت في وفاة عدد كبير من الأطفال والمسنين قبل إيصالهم إلى المستشفى، نتيجة عدم تمكنهم من التحرك بعد غروب الشمس خوفاً من المسلحين الذين يجوبون الشوارع والطرق التي تفقد الإضاءات بالكامل. ويتزامن تفشي هذا الوباء مع هطول الأمطار في معظم محافظات جنوب الصومال المشتهرة بالزراعة.
وفي السياق، أوضح الشيخ مختار غابو، رئيس أحد مخيمات النازحين في مقديشو، لـ«الأخبار» أن النازحين المقيمين في بعض المباني الحكومية والجامعات المدمرة تفشى بينهم وباء الإسهال الحاد، الأمر الذي أدى إلى وفاة ستة أطفال وإصابة أكثر من 90 شخصاً، أكثرهم من المسنين والأطفال.