أنقرة | بدأت القوات التركية، أمس، عملية أمنية لتحرير النائب التركي الكردي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، حسين أيغون، الذي اختطفه عناصر من حزب العمّال الكردستاني جنوب شرق تركيا أول من أمس الأحد. وقال حاكم إقليم تونجلي، مصطفى تسكسين، إن الشرطة وقوات الدرك أطلقوا عملية أمنية للعثور على النائب، الذي أكد حزب العمّال الكردستاني المحظور في تركيا مسؤوليته عن اختطافه. ونقلت وكالة «أنباء الأناضول» عن مصدر أمني أن أيغون اختطف من بلدة أوفاجيك أثناء توجهه بسيارته إلى تونجلي، وكان برفقته سائقه دنيز تونج والصحافي قادر مركيت اللذان أطلق سراحهما على الفور. بدوره، نقل تسكسين عن شهود عيان أن المتمردين أوقفوا سيارة أيغون التي كان فيها مع سائقه وصحافي يرافقهما، فتركوا السائق والصحافي وأخذوا النائب واختفوا عن الأنظار في غابة قريبة. وأوضح مراسل صحيفة «اقسام» اليومية، قادر مركيت، كيف حصلت عملية الخطف، وقال إن المسلحين بعدما أوقفوا السيارة قالوا لأيغون إنه سيكون ضيف حزب العمال الكردستاني لبضعة أيام، لكن عندما حاول مقاومة المسلحين هددوا بقتله «قلنا لا مقاومة، ونحن سوف نضع رصاصة في رأسك إذا لم تأت معنا».
وهذه هي المرة الأولى منذ بدء عملياته المسلحة في 1984 التي يخطف فيها حزب العمال الكردستاني نائباً من البرلمان التركي. وجاءت العملية، في وقت رفعت فيه أجهزة الأمن التركية حالة التأهب القصوى بسبب الذكرى السنوية لأول هجوم من حزب العمال الكردستاني في 15 آب 1984، وبعد معارك عسكرية بين الطرفين سقط فيها 115 قتيلاً لحزب العمال خلال 20 يوماً.
وذكرت معلومات أن المسلحين استفادوا مما ذكره أيغون عبر صفحته الشخصية على فيسبوك عن طريقه يوم الأحد، وهو المعروف عنه باستعماله للفيسبوك على نحو فعال. وكان أيغون، وهو كردي في الثانية والأربعين من عمره ويعمل محامياً ويهتم بحقوق الإنسان، قد أثار غضب حزب العمال الكردستاني في الماضي بدعوته الحركة الى التخلي عن الكفاح المسلح.
كذلك تعرض أيغون لانتقادات من قبل حزبه وبعض النواب، كما طالب البعض بطرده من الحزب في العام الماضي عندما قال إن الدولة التركية تتحمل مسؤولية مذبحة ديرسيم في 1938-1939، وإن مؤسس الدولة التركية كمال أتاتورك كان على علمٍ بما يحصل. وكان حزب العمال الكردستاني قد اتهم مؤخراً نواب حزب الشعب الجمهوري بخيانة القضية الكردية.
وأدان سياسيون أتراك عملية الاختطاف، وأعرب رئيس الجمهورية عبد الله غول في اتصال مع رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو عن قلقه إزاء الحادث، وأضاف إنه يراد لتركيا أن تنزلق إلى مستنقع خطير من خلال أعمال حزب العمال الكردستاني.
بدوره، أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب اردوغان، أن «المنظمة الإرهابية تكشف وجهها يوماً بعد يوم، ونحن كنا نتوقع قيامها بمثل هذه الأعمال». كما عقد حزب الشعب الجمهوري المعارض اجتماعاً طارئاً لتقويم حادث الاختطاف، وذكرت فضائية (ان تي في) التركية، أن الحزب قرر إرسال وفد مكون من ستة نواب إلى مدينة تونجلي لإجراء مباحثات مع المحافظ ومدير الأمن في المحافظة.
بالمقابل، أفادت أوساط أيغون بأن حزب العمال الكردستاني وعد بالإفراج عنه «في غضون بضعة أيام» من دون أن يسيئوا إليه.