نواكشوط | أخيراً، اتفق جيران مالي، الجزائر وموريتانيا وبوركينا فاسو والنيجر، على ضرورة التدخل العسكري، وعلى تخصيص وتجهيز قوة نظامية قوامها أربعون ألف مقاتل لمواجهة الوضع الأمني المتدهور فى منطقة أزواد شمال مالي، قبل استفحال خطره. ونقلت الصحف الجزائرية عن هيئات الأركان في دول الميدان موافقتها على السماح بـ«المطاردة الساخنة للجماعات الإرهابية العابرة للحدود» في إشارة إلى الجماعات المسلحة التي سيطرت على شمال مالي. كما هدف الاتفاق الى منع تمدد نشاط جديد في كل من موريتانيا والنيجر ونيجيريا وبوركينا فاسو. كذلك تتضمن الخطة الأمنية اتخاذ إجراءات أمن مشددة في الحدود المشتركة بين إقليم أزواد والدول المجاورة، لمنع تسلل مسلحي الجماعات السلفية الجهادية إلى الإقليم ومنع وصول الأسلحة والتجهيزات إلى المنطقة، على أن تتم المطاردات في المناطق الصحراوية المفتوحة، لكن بعد «إبلاغ الدولة التي تقع المطاردة على أرضها وبشرط عدم وجود قوات نظامية جاهزة لاعتراضها في البلد الذي تفر إليه».
وقررت الدول الأربع خلال اللقاء تعزيز تنسيقها لمواجهة الإرهاب العابر للحدود من خلال تطوير التنسيق بإنشاء قاعدة بيانات موحدة لمواجهة الجماعات المسلحة، كما اتفقت على دفع التعزيزات اللوجستية للنازحين من الشمال المالي. الاتفاق سمح للجزائر، كبرى دول المنطقة التي رفضت التدخل الدولي طيلة الأشهر الماضية، بأن تكون سيدة الموقف بمشاركتها بخمسة وعشرين ألف عسكري.
وسط هذه التطورات، أجرى الوسيط الرئيسي في الجهود الإقليمية لإنهاء الاضطرابات في مالي، وزير الخارجية بوركينا فاسو، جبريل باسولي، مباحثات في مدينة غاو ومدينة كيدال مباحثات مع بعض مسؤولي أنصار الدين من دون اللقاء بزعيم الجماعة إياد آغ غالي.
وبحسب مصادر رفيعة المستوى، فإن الزيارة جاءت في إطار المفاوضات التي تقودها حكومة بوركينا فاسو مع الجماعات المسلحة المسيطرة على اقليم أزواد. وأبلغ باسول المتمردين بأنه يجب عليهم قطع صلاتهم «بالتنظيمات الإرهابية» مثل القاعدة، قبل البدء بأي مباحثات سلام. وقال باسول للصحافيين، بعد عودته الى واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو مساء الثلاثاء، «لا يسعنا إلا التشجيع على الحوار في هذه المرحلة، ونحن نفعل ما في وسعنا لخلق الظروف اللازمة للحوار». وأضاف قوله «كررنا شرطنا وهو قطع الصلات بين أنصار الدين والحركات الإرهابية. ولم يصدر بعد إعلان رسمي بقطع الصلات على مستوى العمليات، لكننا لم نر شيئاً يرسي تعاوناً مباشراً على الأرض».