أجمعت تصريحات المسؤولين الايرانيين أمس، على أن سياسة العقوبات لن تجدي نفعاً مع ايران، محذرين في الوقت عينه الدول الغربية من اتخاذ خطوات «غیر بناءة» سترد عليها ايران بالشكل المناسب لمصالحهاحذّر كبير المفاوضين في الملف النووي الايراني، سعيد جليلي، أمس، الدول الغربیة من مغبة اتخاذ خطوات «غیر بناءة» حیال بلاده، مؤكداً أن حكومة بلاده ستتخذ الرد المناسب حيال هذا النهج. وحمل جليلي، في رسالة بعثها إلی مسؤولة السیاسة الخارجیة في الاتحاد الأوروبي، كاثرین اشتون أول من أمس، الجانب الغربي «مسؤولیة الأضرار التي تلحق بالمباحثات النوویة بسبب الخطوات غیر المشروعة التي یتخذها في المفاوضات عوضاً عن اللجوء إلی المنطق».
وأشار جليلي إلی ما وصفه بـ«المبادئ المنطقیة» للمقترحات الإيرانية التي قدمت في اجتماع موسكو الأخير حول الملف النووي الإيراني، وإلى «التقییم الدقیق» لمقترحات مجموعة 5+1، مضيفاً أن بلاده «مستعدة دائماً للمشاركة في الأفكار التي یمكن أن تؤدي إلی نجاح المفاوضات».
بدوره، أكد نائب وزير الخارجية الإيراني لشؤون آسيا والمحيط الهادئ، سيد عباس عراقجي، أن العقوبات تعقّد خلافات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مع بلاده حول الملف النووي بدلاً من حله، موضحاً أن رهانهما على أن العقوبات ستضع ضغوطاً على إيران فإن ذلك خطأ كبير. ودعا الولايات المتحدة وأوروبا إلى الاعتراف بحق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، مشدداً على أن البرنامج النووي الإيراني للاستخدام السلمي أصبح مسألة فخر قومي، لأن البلاد استطاعت التوصل إلى التكنولوجيا المتعلقة بالبرنامج النووي من دون مساعدة من أي دولة.
وفي الاطار نفسه، أعلن رئیس مجلس الشوری الإيراني علي لاریجاني، أمس، أن 99 % من التهديدات الأميركية لبلاده غير قابلة للتنفيذ رغم مواصلتها في اطلاق التهديدات.
وفي سياق العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية، هيلاري كلينتون، أن بلادها ستعفي الصين من العقوبات التي تستهدف الدول التي تشتري النفط الايراني، وذلك قبل ساعات من فرض قيود على المصارف الصينية. وقالت كلينتون، في بيان، إن الصين «قلصت في شكل كبير» وارداتها من النفط الايراني، ما اتاح لها الانضمام إلى العديد من الدول التي تم اعفاؤها من العقوبات. واشادت بفاعلية العقوبات المفروضة على ايران، مضيفةً أن «تأثيرها التراكمي يظهر بوضوح للحكومة الايرانية أن الانتهاك المستمر لالتزاماتها الدولية على الصعيد النووي له كلفة اقتصادية كبيرة ناهزت ثمانية مليارات دولار كل ثلاثة اشهر».
وفي اطار آخر، أعلن قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأميرال علي فدوي، أمس، أن السفن الإيرانية في الخليج ومضيق هرمز سيتم تجهيزها بصواريخ مضادة للرادارات يزيد مداها على 300 كلم. ونقلت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية عن فدوي قوله إن كل «أهداف العدو» في الخليج ومضيق هرمز وخليج عُمان هي تحت مرمى صواريخ إيران الأرض ــ بحر، والمروحيات البحرية التي زوّدت بصواريخ جو ــ أرض. وأضاف أن وحدات الكوماندوس البحرية على أتم الجهوزية لشن عمليات قتالية لصد أية تهديدات عسكرية محتملة. وقال إن إيران متفوقة في الخليج، وأضاف «هنا، نحن نحدد قواعد اللعبة والملعب».
( يو بي آي، أ ف ب)