أعرب مؤسس موقع ويكيليكس جوليان اسانج، أمس، عن أمله أن توافق السلطات في الاكوادور على طلبه اللجوء السياسي اليها لتفادي ترحيله إلى السويد، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق الآن بجمع أدلة قوية بشأن ما يحدث في الولايات المتحدة وتقديمها مع طلب رسمي. واكد اسانج، في مقابلة اجراها بالهاتف مع راديو هيئة الاذاعة الاسترالية من داخل السفارة الاكوادورية في لندن، أنه يستعد للحياة في الاكوادور إذا تمت الموافقة على طلبه، مضيفاً أن شعب الإكوادور متعاطف معه. واعترف اسانج، في حواره، بخشيته من إرساله إلى الولايات المتحدة ليواجه اتهامات محتملة مرتبطة بموقع ويكيليكس. وذكر أن قضيته معروضة حالياً على هيئة محلفين عليا في الولايات المتحدة ستقرر هل يمكن توجيه اتهامات رسمية إليه.
واشار إلى أن السلطات الأميركية تحرص على عدم تأكيد أو نفي أي تحقيق لهيئة محلفين عليا. ويعتقد أنه قد يواجه اتهامات جنائية في الولايات المتحدة تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وأضاف جوليان اسانج «هذه السياسة مع كل لجان التحكيم. ثمة شهود أعلنوا جهاراً كيف تم استدراجهم أمام لجنة التحكيم العليا. لقد دعينا إلى الحضور. إنها قضية قاسية وجارية بنشاط». غير أن أسانج أكد عدم تهربه من الاستجواب في السويد، لكنه أوضح أن ممثلي الادعاء في هذا البلد رفضوا زيارته في بريطانيا أو الاتصال به بالهاتف. وقال إن السلطات السويدية أعلنت أنه سيعتقل عند وصوله إلى السويد.
وانتقد مؤسس ويكيليكس بلاده أستراليا لعدم اتخاذها «إجراء أكثر قوة لحمايته»، قائلاً إنه لم يتلق أي اتصالات قنصلية منذ كانون الأول 2010 باستثناء رسائل نصية بالهاتف. وكشف مؤسس ويكيليكس أنه اختار سفارة الاكوادور بدلاً من سفارة بلاده لأنه يرى أن استراليا لم تفعل شيئاً لحمايته. وقال «في الحقيقة واجهت اعلان تخل حقيقياً».
لكن رئيسة وزراء أستراليا جوليا جيلارد أعلنت في وقت سابق أن جوليان أسانج تلقى دعماً قنصلياً أكثر من أي أحد آخر في موقف مماثل. ورد اسانج على كلام جيلارد، قائلاً «هذا كلام فارغ. لم ألتق أحداً من السفارة الاسترالية منذ كانون الاول 2010».
ويحتمي مؤسس ويكيليكس منذ أيام في سفارة الإكوادور بلندن بعدما لجأ إليها طالبا منحه حق اللجوء، في أحدث حلقة في معركته التي بدأت قبل 18 شهرا لتفادي إرساله إلى السويد.
بدورها، اكدت مصادر قريبة من اسانج أنه مصمم على البقاء في سفارة الاكوادور إلى أن ترد كيتو على طلبه اللجوء السياسي. وقال الناطق باسم ويكيليكس، كريستن هرافنسن، للصحافيين الذين تجمعوا أمام السفارة، «سيبقى الى ان تحل هذه القضية. قد يستغرق الامر ساعات وقد يستغرق اياما، لا نعرف شيئاً». واكد، بعد لقائه اسانج، أن معنوياته جيدة، موضحاً أن السلطات الاكوادورية «تنتظر ان تقدم لها بريطانيا والولايات المتحدة والسويد معلومات».
وكان رئيس الإكوادور، اليساري رافائيل كوريا، قد أعلن أن حكومته تعتزم إجراء «تحليل دقيق جداً» لطلب أسانج قبل اتخاذ القرار، وقال للصحافيين الخميس «لا يمكننا أن نترك شخصاً طلب حق اللجوء ليواجه احتمال عقوبة الإعدام خصوصا عن جرائم سياسية».
ويذكر أنه في عام 2010 دعت الإكوادور مؤسس ويكيليكس إلى طلب الإقامة فوق أراضيها، لكنها سرعان ما تراجعت عن الفكرة، متهمة إياه بخرق القوانين الأميركية. ويعتبر طلب اللجوء الذي تقدم به اسانج الى الاكوادور امراً طبيعياً في اميركا اللاتينية التي عرفت تاريخياً ملجأ العديد من الرؤساء والطغاة والمتمردين المنفيين. ويعود جذور هذا التقليد إلى معاهدة كراكاس حول اللجوء في 1954، التي وقعتها معظم دول المنطقة بما فيها الاكوادور، رغم أنها لا توفر حماية سوى إلى الملاحقين والمدانين سياسياً.
(أ ف ب، رويترز)