عادت تولوز لتحتل المشهد الأمني في فرنسا، أمس، بعد قيام مسلح باحتجاز 4 رهائن داخل مصرف في المدينة الواقعة جنوب فرنسا، بعد ثلاثة أشهر من تنفيذ محمد مراح هجوماً على المدرسة اليهودية التي قتل فيها 5 طلاب يهود. وبعد سبع ساعات على قيام المهاجم، الذي عرف عن نفسه باسم أبو معزّة، باحتجاز الرهائن، استطاعت قوات الأمن الفرنسية تحرير الرهائن الأربع بعد الهجوم على مصرف CIC، إثر وصول قوات دعم من بوردو ومرسيليا، فيما أصيب المحتجز الذي قيل إنه يعاني من اضطرابات نفسية. وذكر متحدث باسم المصرف أن المسلح أصيب بجروح في الهجوم، فيما لم تصب الرهينتان بأي أذى.
وجرى تحرير الرهائن على دفعتين. فبعد مرور حوالى أربع ساعات على اختطاف الرهائن، وافق الخاطف على إطلاق سراح امرأة من المحتجزين، وأعقبه إطلاق سراح امرأة أخرى، بعد أن طالب بإحضار مأكولات ومشروبات للمختطفين إلى داخل فرع البنك.
وتضاربت المعلومات بشأن أهداف أبو معزّة، صاحب السوابق الجنائية حسب ما أفادت الشرطة الفرنسية، إذ أكد المدعي العام في تولوز ميشال فاليه، في موقع العملية، أن دوافعه دينية وليست مادية، فيما كشف مصدر قريب من الملف أنه مصاب بـ«انفصام في الشخصية»، وقد يكون «قطع علاجه». وقال المدعي العام إن «خاطف الرهائن يصرّ على أنه لم يتحرك إطلاقاً من أجل المال، بل مدفوعاً باقتناعات دينية». بدوره، قال مصدر قريب من العملية إن «الفرضية المرجّحة هي أن الرجل مجنون، غير أن ذلك لا يعني أنه ليس خطراً».
شقيقة المسلح البالغ من العمر 26 عاماً ذكرت أن أخاها كان يعاني من الغضب وكان يخشى العالم الخارجي، وأن عائلته اضطرت إلى أن تضع له حاضنة في المنزل. ونفت الشقيقة أن يكون أخوها متديناً جداً، مضيفةً «ذهبنا إلى الملاهي الليلية وشربنا الكحول».
وكانت وسائل إعلام فرنسية أفادت بأن مسلحاً مجهولاً ادّعى أن له صلة بتنظيم القاعدة احتجز أربع رهائن في أحد البنوك المحلية بتولوز. وقال التلفزيون الفرنسي إن الخاطف بحوزته سلاح ناري، لكنه لم يطلق إلا طلقة واحدة، مطالباً إثر ذلك بإجراء مفاوضات مع عناصر من وحدة «رايد» التي نفذت قبل 3 أشهر عملية خاصة قتل فيها «قناص تولوز» محمد مراح. بدورها نشرت إحدى الصحف الفرنسية المحلية خبراً مفاده أن الخاطف من مدينة كاستر شرقي تولوز. وذكر شهود من المنطقة القريبة من المصرف أن أهل تلامذة مدرسة مجاورة تلقوا رسائل قصيرة تدعوهم إلى إحضار أولادهم إلى المنزل.
وكان محمد مراح، الفرنسي الجنسية من أصول جزائرية، قد قتل في آذار الماضي ثلاثة جنود فرنسيين من أصول مغربية وأربعة يهود، بينهم ثلاثة أطفال، في ثلاث هجمات منفصلة وقعت في تولوز ومونتبان، وأكدت السلطات حينها أنه كان على ارتباط بتنظيم القاعدة، ونقلت عنه أنه هاجم ضحاياه انتقاماً لقتل أطفال فلسطينيين في قطاع غزة. وقتل مراح خلال عملية محاصرته التي دامت حوالى يومين.
(الأخبار، أ ف ب)