فيما حذرت واشنطن وباريس طهران من العقوبات المشددة بعد الصعوبات التي واجهتها مفاوضات موسكو الاثنين والثلاثاء بشأن النووي الإيراني، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أن الولايات المتحدة وإسرائيل طوّرتا معاً فيروس كمبيوتر معقد أُطلق عليه اسم «فلايم» لجمع معلومات استخبارية بهدف القيام بعمليات تخريب إلكترونية تهدف إلى إبطاء قدرة إيران على إنتاج سلاح نووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين مطّلعين أن الفيروس قام سراً بمسح شبكات الكومبيوتر الإيرانية ومراقبتها، وأرسل معلومات استخبارية بشكل مستمر لشنّ حرب إلكترونية. ويشارك في البرنامج وكالة الأمن القومي الأميركية ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والجيش الإسرائيلي، ويشمل استخدام برامج إلكترونية مدمرة أخرى مثل فيروس (ستاكسنت) لإحداث أعطال في تجهيزات التخصيب النووي الإيرانية. وقال مسؤول استخباري سابق رفيع المستوى إن «الأمر يشبه إعداد ساحة المعركة لعمل سري آخر».
وكان فيروس «فلايم» اكتشف الشهر الماضي بعد أن اكتشفت إيران سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت قطاع النفط. وقالت الصحيفة إن اكتشاف الفيروس دفع بإيران إلى طلب المساعدة من شركة روسية ومختبر في المجر.
وغداة انتهاء مفاوضات موسكو بين إيران ومجموعة «5+1»، أعلن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية أن المفاوضات حول برنامج ايران النووي لن تستمر إلى ما لا نهاية، وأن على طهران أن تنتظر المزيد من العقوبات إذا أخفقت في التعامل مع الشكوك الدولية في شأن طبيعة برنامجها. وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، «ستزداد العقوبات. قلنا للإيرانيين إن المزيد من الضغوط سيحدث إذا استمر هذا الوضع (عدم إحراز تقدم)».
وكانت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون قد قالت أول من أمس، بعد محادثات على مدى يومين في موسكو بين القوى العالمية الست وإيران، إن خلافات مهمة لا تزال باقية، وإن الجانبين لم يتفقا إلا على اجتماع للمتابعة الفنية يعقد في إسطنبول بين خبراء يوم الثالث من تموز.
وسيبحث الجانبان تفاصيل فنية حتى يمكن إيران أن تتعامل مع مخاوف دولية من سعيها لامتلاك قنبلة ذرية وما قد تحصل عليه طهران في المقابل.
لكن المسؤول الأميركي قال إن المفاوضات على المستوى السياسي ــ وهي التي يمكن أن تؤدي الى اتفاقات ــ لن تجرى إلا إذا كانت هناك مؤشرات على أن إيران انخرطت بجدية في المناقشات. وقال «لن ندخل في شرك عملية نرى أنها غير مثمرة. نسير خطوة خطوة. نريد أن نرى إيران وقد اختارت أن تحقق تقدماً ملموساً». وقال المسؤول الأميركي إن إحدى نقاط الخلاف في محادثات موسكو هي كيف تفسر إيران ما يدور في منشأة فوردو، وطالب بأن تتعامل المحادثات الفنية المقررة في يوليو مع هذه الخلافات.
بدوره، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى «تشديد» العقوبات المفروضة على ايران بسبب برنامجها النووي، بعدما أظهرت مفاوضات موسكو «تباعداً كبيراً» في مواقف الطرفين من هذا الملف. وقال «الآن يجب أن يتزايد الضغط على إيران مع التطبيق الكامل في الأول من تموز المقبل للحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على النفط الإيراني في كانون الثاني الماضي. يجب الاستمرار بتشديد العقوبات ما دامت إيران ترفض التفاوض جدياً».
من جهة ثانية، انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الدول «الاستعمارية الرافضة للتنمية»، وذلك خلال زيارة خاطفة إلى لاباز أول من أمس، قبيل توجهه الى البرازيل، حيث سيشارك في قمة التنمية المستدامة «ريو 20». وهاجم الرئيس الإيراني الدول «التي يحكمها الطمع والتي ترفض التنمية وحرية الآخرين».
إلى ذلك، وافق البرلمان الياباني أمس، على تقديم ضمانات حكومية للتأمين على شحنات النفط الخام من إيران، ما يمهّد الطريق أمام اليابان لكي تصبح أول مشتر آسيوي كبير للنفط الإيراني يلتف على العقوبات الأوروبية الجديدة.
(رويترز، أ ف ب)