فتحت «تغريدة» فاليري تريرفيلر، رفيقة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الباب أمام أول «انتكاسة» في الولاية الرئاسية لفرانسوا هولاند قبل أيام من موعد إجراء الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية. ويواجه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أول «عاصفة» بعد هذه «التغريدة»، التي سرعان ما استغلها اليمين لتعويض خسائره في الجولة الثانية للانتخابات التشريعية، التي ستجرى يوم الأحد.ونددت الصحف، اليمينية واليسارية على حدّ سواء، بـ«غلطة فرنسا الأولى»، و«وزيرة الغيرة»، وذلك بسبب دعم تريرفيلر للمنافس الاشتراكي لسيغولين رويال، شريكة حياة هولاند السابقة، في دائرة «لا روشيل». في الوقت الذي كان هولاند قد أعلن دعمه لرويال، أم أبنائه الأربعة.
وإضافة الى الجانب المسرحي الهزلي لهذه «العلاقة الزوجية الثلاثية» و«حرب الورود»، تعدّ قضية «تريرفيلر غيت» (فضيحة تريفيلر) أول انتكاسة في «الرئاسة العادية»، التي أرادها فرانسوا هولاند لولايته. فمنذ انتخابه في 6 أيار الماضي، سعى الرئيس الجديد الى التميّز عن بداية ولاية نيكولا ساركوزي، التي شهدت خليطاً من الأحداث المثيرة، مثل انفصاله عن زوجته سيسيليا، وإعلان علاقته بكارلا بروني ودعم ابنه جان في خوض المعترك السياسي.
وكتبت صحيفة «سود ــ وست» أنه «كنا نعتقد أننا انتهينا من هذا الخلط المثير بين السياسة والحياة الخاصة، لكن ها هو الأمر يبدأ من جديد»، فيما اعتبرت صحيفة «لالزاس» أن هذه التغريدة «دمرت في بضعة سطور أشهراً من جهود فرانسوا هولاند في أن يبدو قوياً وهادئاً وموحياً بالثقة».
وقبل أيام من الجولة الثانية للانتخابات التشريعية، سعى اليمين إلى استغلال هذه القضية، وقال الأمين العام لحزب التجمع من أجل حركة شعبية جان فرانسوا كوبيه «هل تدركون أنه في هذه الانتخابات المهمة، ألا وهي الانتخابات التشريعية التي تأتي في أجواء أزمة، مع ضعف الأداء الاقتصادي لإيطاليا وتعويم إسبانيا بمئة مليار يورو لإنقاذ بنوكها، وهي أزمة لا يتحدث عنها فرانسوا هولاند، يطلب منا الإدلاء بتعليقات على شيء، واعذورني في هذا القول، دون المستوى».
من جانبها، سعت السلطة الجديدة إلى التقليل من شأن «التغريدة»، معتبرةً أنها مجرد حدث «عابر» في الحملة الانتخابية، أو «مشاعر خاصة».
وحذر رئيس الوزراء جان مارك ايرولت من أنه يتعين على تريرفيلر أن تعرف كيف تتصرف «بتكتّم». ولم يتوان العديد من المسؤولين الاشتراكيين عن إبداء غضبهم. وقال رئيس المجموعة الاشتراكية في مجلس النواب، فرانسوا ريبسامان، «يجب أن تتعلم (فاليري تريرفيلر) كيف تتصرف، بما يمليه موقعها، أي أن تلزم التحفظ».
من ناحيته، رأى رئيس دائرة «سين سان دوني»، كلود برتولون، «أنها غلطة». وقال «كل ما يخرجنا عن خط الحملة الانتخابية يشجّع الامتناع عن التصويت، ويصبّ في مصلحة المعارضة. كان يجب أن نكون الآن في صدد التعرض للتقارب بين اليمين واليمين المتطرف».
ويسعى الاشتراكيون إلى إثارة النقاش في العلاقة المتزايدة الالتباس بين اليمين وبين حزب الجبهة الوطنية المتطرف، خلال الفترة الفاصلة بين جولتي الانتخابات التشريعية. وقد نددوا باستراتيجية «لا ــ لا»، أي لا للجبهة الوطنية وأيضاً لا لليسار، التي اعتمدها الاتحاد من أجل حركة شعبية بالنسبة إلى الجولة الثانية، معتبرين أن اليمين يستعد لعقد «تحالف» مع اليمين المتطرف. إلى ذلك، انسحب مرشح «التجمع من أجل حركة شعبية» في دائرة «بوش دو رون» لمصلحة مرشح الجبهة الوطنية، ما سيؤدي الى استبعاده من حزبه.
وقال رئيس الوزراء جان مارك ايرولت، في هجوم مضاد، «من المؤكد أنهم يتّجهون إلى ذلك بلمسات صغيرة، لكن الـ«لا ــ لا» هذه تعدّ قطيعة مع ما كان يحدث منذ زمن طويل». ورأت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبن التي تأمل الحصول على عدة مقاعد نيابية، أن هذه التعليمات بـ«لا ــ لا» تعني أن الجدار المناهض للجبهة الوطنية قد «انهار».