حذّر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمس، إسرائيل من مغبّة استهداف إيران، قائلاً إن «أي خطوة إسرائيلية غير محسوبة ستسقط على رؤوسهم كالصاعقة»، متّهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بالكذب بشأن التهديد الذي يمثله البرنامج النووي الإيراني، وذلك بدافع التغطية على مشاكل هذه الدول. وفي خطاب نقله التلفزيون الإيراني الرسمي لمناسبة إحياء الذكرى الـ23 لوفاة مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، حذّر خامنئي إسرائيل أيضاً من أي هجوم على إيران، قائلاً إن «تصريحات الزعماء الصهاينة بشأن هجوم عسكري على إيران تؤكد أنهم قد أفلسوا».
وأشار إلى «أنهم (الإسرائيليين) يعرفون أنهم في مثل هذه الظروف هم أكثر تأثراً، وأن أي خطوة غير مدروسة ستأتي عليهم وعلى رؤوسهم كالصاعقة». وتابع أن حديث إسرائيل عن الضربات العسكرية يظهر أنها تستشعر ضعف موقفها بعد سقوط الرئيس المصري حسني مبارك، الذي كان حليفاً للولايات المتحدة والغرب العام الماضي.
وقال خامنئي الذي يفتي بحرمة امتلاك أسلحة ذرية، إن «ما يفعله الأميركيون والغربيون حماقة. إنهم يبالغون في القضية النووية للتستّر على مشكلاتهم»، في إشارة إلى المصاعب الاقتصادية المستمرة في الولايات المتحدة وأوروبا. وأضاف «يستخدمون مصطلح الأسلحة النووية على نحو مضلل». وقال إن العقوبات لا تعوق إيران عن شيء، وإنها «تعمّق كراهية إيران تجاه الغرب»، مشدداً على أن إيران اليوم أقوى من أي وقت سابق في تاريخها.
وعن الثورات في العالم العربي، قال المرشد الأعلى إن «الصحوات الإسلامية والثورات في المنطقة انطلقت من هوياتها الوطنية والإسلامية»، محذراً «من سعي الغرب لتغيير الأوضاع والالتفاف على الثورات والصحوات الإسلامية في المنطقة». ورأى أن الإمام الخمیني هو أبو الحركة الإسلامیة الراهنة في العالم الإسلامي. وقال إن «الغرب يريد مصادرة ثورات المنطقة عبر إثارة الخلافات والفتن بين شعوبها»، داعياً «جميع الشعوب المسلمة إلى توخّي اليقظة والحذر تجاه مؤامرات العدو ومخططاته».
وفي الموضوع المصري، قال خامنئي إن «على الشعب المصري أن يسعى إلى حل مشاكله، ونأمل أن يحل جميع مشاكله من أجل استعاده دوره». كذلك أكد أن «قضية الشعب البحريني ليست قضية طائفية، لكنهم يحاولون جعلها في هذا الإطار من أجل إفشالها».
وفي السياق نفسه، أعلن المستشار العسكري لخامنئي، الجنرال يحيى رحيم صفوي، أول من أمس، أنه في حال وقوع هجوم فإن «إيران سترد بذكاء وبطريقة تتناسب وحجم الضرر الذي سيحدث، وهذا يعني أننا سنلحق بهم حجم الضرر نفسه الذي سيلحقونه بنا».
لكنّ القائد السابق للحرس الثوري رأى في مقابلة مع وكالة «أنباء فارس» أن مخاطر حدوث مثل هذا الهجوم «ضعيفة» في حال فشل المفاوضات بين إيران ومجموعة الدول الست المتوقّع استئنافها في 18 حزيران الحالي في موسكو.
وقال صفوي إن بإمكان إسرائيل والولايات المتحدة «بدء الحرب، لكن ليس بإمكانهما إنهاؤها»، وبالتالي فإنهما يمنحان إيران «مفتاح حل هذا النزاع». وتابع أن «الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي» غير ملائم للمسؤولين في البلدين. وأضاف «يريد أوباما أن تتم إعادة انتخابه (في تشرين الثاني) ولن يبدأ حرباً جديدة..، وحكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو هشة، وأي نزاع قد يسقطها».
وذكّر الجنرال صفوي بأن «كل الأهداف الإسرائيلية هي في مرمى صواريخنا»، مشيراً إلى أن «حزب الله الذي يملك آلاف الصواريخ سيوجهها على الأرجح ضد النظام الصهيوني» إذا هوجمت إيران. ورأى أنه بالنسبة إلى الولايات المتحدة «ليس لدينا إمكان الوصول إلى أراضيها، ولكنّ هناك عشرين قاعدة أميركية وأكثر من مئة ألف جندي أميركي في المنطقة يمكن أن تصل إليهم إيران».
من جهة ثانية، أعلن وزیر الدفاع الإيراني العمید أحمد وحیدي، أن القمر الاصطناعي «طلوع» سیطلق من القاعدة الفضائیة الجدیدة التي أطلق عليها اسم قاعدة الإمام الخمیني. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وحیدي قوله إنه جرى إكمال 80 في المئة من بناء قاعدة الإمام الخميني الجدیدة التي ستكون قادرة في المستقبل القریب علی إطلاق الأقمار الاصطناعیة لإیران وسائر دول المنطقة والعالم الإسلامي.
(أ ف ب، يو بي آي)