عشية استئناف المفاوضات النووية بين ايران ومجموعة الدول الست «5+1»، بعثت الجمهورية الإسلامية برسالة الى الدول الكبرى تؤكد تمسكها بحقوقها النووية، من خلال الإعلان عن انتاج حزمتین من قضبان الوقود النووي ذات المواصفات القیاسیة ووضعها بتصرف مفاعل طهران للأبحاث بعد اجراء الاختبارات النهائیة علیها، فيما أمل كبير المفاوضين النوويين، سعيد جليلي، حصول انطلاقة جيدة بعد الجولة الجديدة من المفاوضات التي تُعقد اليوم في بغداد. وأعلنت منظمة الطاقة الذرية الايرانية أنها سلمت مجموعتين من قضبان الوقود محلية الصنع الى مفاعل طهران البحثي. وأفادت وكالة «مهر» للأنباء نقلاً عن العلاقات العامة لمنظمة الطاقة، بأن المتخصصين في المنظمة نجحوا في أحدث مساعيهم في إجراء الاختبارات النهائية على مجموعتين من قضبان الوقود المحلية الصنع وذات المعايير القياسية، ووضعها تحت تصرف مفاعل طهران البحثي.
وعشية استئناف المفاوضات بين طهران والدول الست التي تضم كلاً من روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا اضافة الى ألمانيا، اعلن أمین المجلس الأعلی للأمن القومي سعید جلیلي، أن طهران تأمل أن یشكل اجتماع بغداد انطلاقة جیدة لبلورة التعاون في المواضیع الدولیة والاقلیمیة والنوویة.
ومن جهته قال رئیس الوزراء العراقي نوري المالكي، خلال لقائه جليلي، إن «العراق یعتقد بأن معالجة القضایا الدولیة المهمة ممكنة فقط عبر الحوار» في اشارة الى محادثات بغداد النووية. أما وزیر الخارجیة العراقي هوشیار زیباري، فتحدث عن «حساسیة» السعودیة وبعض دول الخلیج تجاه اجراء محادثات ایران ومجموعة «5+1» في بغداد، قائلاً إن «العراق بلد مستقل وتربطه علاقات ودیة مع ایران ولا ینبغي لأی بلد ابداء الحساسیة بهذا الخصوص».
وفي طهران، قال رئیس مجلس الشورى الإيراني علي لاریجاني، أمام النواب في البرلمان «إن الشعب الإيراني یتوقع من الغرب ان یعمل علی إصلاح ممارساته السابقة وان یوقف سلوكه الماكر، لأن زمن الألاعيب التكتیكیة السیاسیة البائسة ولی»، داعياً الى تحقيق «تسوية عادلة» في الملف النووي لبلاده.
وفي فيينا، قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، غداة محادثات نادرة اجراها في طهران، إن «قراراً اتّخذ بخصوص الانتهاء من اتفاق والتوقيع عليه (مع ايران).. يمكنني القول إنه سيتم التوقيع عليه قريباً جداً، واصفاً نتائج اجتماعاته في إيران بأنها «تطور هام». وقال ان «بعض الاختلافات» لا تزال قائمة لكن جليلي أبلغه بأنها لن تشكل عقبة أمام التوصل الى اتفاق.
وقال يوكيا في ما يتعلق بمحادثاته مع جليلي ومسؤولين ايرانيين آخرين «أصبحنا نتفهم موقف بعضنا البعض بصورة أفضل»، مشيراً إلى أن زيارة موقع بارشين العسكري، سيتم تناولها في إطار تطبيق الاتفاق.
وفي وقت لاحق، قال القائم بأعمال المبعوث الأميركي لدى وكالة الطاقة، روبرت وود، إن الولايات المتحدة «على علم بالحوار الأخير» بين الوكالة وإيران وتتطلع لمعرفة المزيد من التفاصيل.
الى ذلك، صدّق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع اول من أمس، على حزمة عقوبات جديدة تستهدف قطاعي النفط والمصارف في إيران. وذكرت وسائل إعلام أميركية أن تصديق مجلس الشيوخ بالإجماع جاء بعد الموافقة على إضافة لهجة تحذيرية لمسودته بأن الخيار العسكري يظل متاحاً للولايات المتحدة إذا ما سعت إيران إلى إنتاج سلاح نووي.
ويستهدف مشروع القانون الجديد الحرس الثوري الإيراني، ويطلب من الشركات التي تعمل في بورصة الولايات المتحدة الكشف عن أي عمل يرتبط بإيران إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات، كما يمنع إعطاء تأشيرات دخول للأشخاص والشركات التي تزوّد إيران بالتكنولوجيا التي يمكن استخدامها في «قمع» المواطنين، مثل القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي ومعدات المراقبة، وتجميد أصولهم.
(إرنا، مهر، أ ف ب، يو بي آي)