انطلقت في كامب دايفيد، أمس، أعمال قمة مجموعة الثماني، على أن تختتم اليوم، ويتوقع أن تبحث أزمة الديون الأوروبية وملفات حساسة أخرى كأفغانستان والملف النووي الإيراني، إضافة إلى سوريا والثورات العربية؛ ملفات سيُستكمل بحثها أيضاً في قمة مرتقبة لحلف شماليّ الأطلسي في شيكاغو عقب انتهاء قمة الثمانية. ويشارك في الاجتماع الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند، الذي التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، قُبيل المشاركة في القمة.
ويرغب الرئيس الفرنسي، وكذلك رئيس الوزراء الإيطالي ماريو مونتي، المنتخب حديثاً، الذي سيحضر بدوره قمة مجموعة الثماني، في توجيه سياسة بلاده نحو مزيد من التنمية على عكس سياسة التقشف التي تدعو إليها المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل، فيما كثفت واشنطن، التي ترفض اتهامها بالتدخل، التصريحات المؤيدة «لتقدم المحادثات والجدال في أوروبا على محور الوظائف والنمو»، على ما قال مستشار الأمن القومي لأوباما توم دونيلون أول من أمس، مشيراً إلى أن مسؤولية حل الأزمة تبقى على عاتق القادة الأوروبيين الذين يعقدون قمة في 23 أيار. لكنه أوضح أن «نتائج هذه المحادثات مهمة جداً للولايات المتحدة؛ فالاتحاد الأوروبي بمجمله هو طبعاً أهم شريك تجاري للولايات المتحدة». وأكد أن أوباما لا ينوي استغلال الفرق في مقاربتي هولاند وميركل. وقال «إن هذ المحادثات ستخصص للهدف المشترك والثابت بإدارة الأزمة الحالية بأفضل ما يمكن والتموضع في سبيل تحسن دائم».
ويراقب أوباما، المرشح لولاية ثانية في انتخابات 6 تشرين الثاني المقبل، عن كثب الوضع في أوروبا الذي قد يثير رياحاً معاكسة للاقتصاد الأميركي، الذي يبقى هشاً رغم بدء نموه ويعاني نسبة بطالة تبلغ 8,1 في المئة تفوق بثلاث نقاط نسبتها قبل أزمة 2008.
بدوره، أعلن مساعد لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن الأخير سيتحدث خلال القمة عن ضرورة التعاون للحيلولة دون انتشار أزمة منطقة اليورو إلى بقية دول العالم، وسيدعو إلى «التزام قوي وموحد لضمان الانتعاش الاقتصادي ودعم خلق فرص العمل». وتأتي القمة فيما يسحب اليونانيون أموالهم من البنوك وسط تزايد المخاوف من الخروج من منطقة اليورو وتفشي القلق في الأسواق المالية حيال احتمالات تفجر أزمة شاملة في الاتحاد الأوروبي.
وتُعقد قمة مجموعة الثماني في المقرّ الجبلي للرؤساء الأميركيين في كامب ديفيد في قلب الغابات الجبلية على بعد 100 كيلومتر شمال غرب واشنطن، وستنطلق في عشاء عمل يخصص لبحث الملف النووي الإيراني قبل استئناف الجمهورية الإسلامية مفاوضاتها مع مجموعة 5+1 في بغداد في 23 أيار المقبل.
كذلك سيبحث قادة دول مجموعة الثماني، الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان وروسيا، الملفات العاجلة على الساحة الدولية، ولا سيما الملف النووي لكوريا الشمالية والأزمة في سوريا. واللافت في هذه القمة غياب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كلف رئيس وزرائه ديمتري ميدفيديف تمثيله.
وفي موازاة قمة الثماني، أجرت قيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية «نوراد»، أمس، مناورات لمقاتلاتها في منطقة شيكاغو، استعداداً لحماية الأجواء خلال قمة الأطلسي التي ستنعقد يومي الأحد والاثنين في المدينة. وقالت «نوراد» إنها «ستجري مناورات جوية تحت اسم «تدريب أمالغام فيرو 12 ناتو» اليوم (أمس) بمنطقة شيكاغو وجوارها، وتتضمن سلسلة من الطلعات التدريبية التي تجري بالتنسيق مع إدارة الطيران الفدرالية والحرس الرئاسي وحرس السواحل ومركز العمليات المشترك لقمة الأطلسي».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)