كرر وزير الاقتصاد والمال الفرنسي الجديد بيار موسكوفيسي، أمس، التأكيد أن بلاده لن تصادق على الاتفاقية الأوروبية لضبط الموازنة التي وقّعتها، إن لم يرفق ملحق عن النمو بها. وقال موسكوفيسي عبر قناة «بي اف ام تي في»، إن «ما قيل بوضوح هو أنه لن تتم المصادقة على الاتفاقية بصيغتها الحالية، وينبغي إكمالها بملحق عن النمو، أو استراتيجية للنمو»، مذكّراً بالموقف الذي كرره الرئيس فرنسوا هولاند. وقال إنه «ينبغي إعادة توجيه البناء الأوروبي وعدم تجاهل مسؤوليات الموازنة». وتابع «أريد أن أقول الأمور بوضوح شديد: لطالما كرر فرنسوا هولاند ذلك، ينبغي أن نكافح الدين العام ونقلص العجز ونضمن أمان الوضع الفرنسي»، مضيفاً إن «هذا أمر محوري: البلد الذي يستدين هو بلد يزداد فقراً». من جهة أخرى، أكد وزير الاقتصاد أن باريس تريد بقاء اليونان في منطقة اليورو. وقال «إننا نريد أن تبقى اليونان في منطقة اليورو». وأوضح: «نريد ذلك بقوة لأن اليونان عضو في الاتحاد الأوروبي ولأن منطقة اليورو منطقة متحدة ولا يمكنها أن تتفكك».
من جهته، استقلّ الرئيس الفرنسي الطائرة عصر أمس، بعد يوم واحد على تشكيل حكومته، متوجهاً الى الولايات المتحدة، حيث سيلتقي نظيره الأميركي باراك أوباما، قبل أن ينضم مساءً إلى قادة الدول الصناعية الكبرى في المقر الريفي للرؤساء الأميركيين في كامب ديفيد (شرق) للمشاركة في قمة الثماني. وبالنسبة الى أوباما، فإن هذا اللقاء الأول يهدف الى استكشاف مواقف شريكه الجديد حول ملفات شائكة ستطرح في قمتي مجموعة الثماني والحلف الأطلسي المقررة الأسبوع المقبل.
وفي طليعة هذه الملفات موضوع أفغانستان، حيث تعهد هولاند خلال حملته الانتخابية بسحب الجنود الفرنسيين الذين لا يزالون منتشرين في هذا البلد وعددهم 3500 قبل نهاية 2012، أي قبل سنتين من الجدول الزمني الذي حدده الحلف الأطلسي.
وقال دبلوماسي من فريق الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساكوزي، إن «الولايات المتحدة ستمارس ضغطاً على فرنسوا هولاند. سيؤكد لهم التزاماته في سياق الحملة الانتخابية، لكنه سيطمئنهم بالقول إن قسماً من جنودنا سيبقى بالتأكيد على الأرض لأسباب لوجستية حتى نهاية 2013، وسيكون الجميع راضياً».
ومن الملفات الأخرى التي تهم الولايات المتحدة، الملف الإيراني، حيث تعهد الرئيس الفرنسي الاشتراكي باعتماد «حزم شديد» حيال طهران لمنعها من حيازة السلاح النووي، غير أن زيارة رئيس الوزراء السابق ميشال روكار، الاشتراكي، ولو بصفة «خاصة» لإيران، أثارت بعض المخاوف. ولا شك أن هولاند سيواجه أسئلة بهذا الصدد، ولو أنه أخذ مسافة عن هذه البادرة.
(أ ف ب)