مع بدء المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا أمس، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أن العالم يطلب «الحد الأدنى» من طهران، معتبراً أن المطالب لن تكون كافية لجعلها توقف نشاطها النووي. وفي السفارة الايرانية في العاصمة النمساوية فيينا، حيث مقر وكالة الطاقة أيضاً، بدأت المفاوضات، بين مندوب طهران لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، وكبير المفتشين في الوكالة هرمان ناكايرتس، بهدف تبديد الشكوك في احتمال وجود شق عسكري لبرنامج إيران النووي.

ولدى دخوله الى المحادثات، قال ناكايرتس «نحن هنا لمواصلة الحوار في اجواء ايجابية»، مؤكداً أن «الهدف من المباحثات التي تستمر يومين هو الاتفاق على نهج لحل جميع المسائل العالقة مع إيران، ولا يزال توضيح ما اذا كان هناك شق عسكري لبرنامج طهران النووي يمثل أولوية بالنسبة إلينا». وتابع: «من المهم التطرق الى جوهر هذه المسائل وان تسمح لنا ايران بالوصول الى الأفراد والوثائق والمعلومات والمواقع»، التي يمكنها القاء الضوء على هذه النقاط.
وكان ناكايرتس قد مُنع من الدخول الى موقع «بارشين» العسكري (جنوبي شرقي طهران) والذي تشتبه الوكالة في أن يكون قد شهد تجارباً لانفجارات تقليدية يمكن أن تطبق في المجال النووي. وشدد الأمين العام لوكالة الطاقة يوكيا امانو، مراراً، على أن الدخول الى موقع بارشين يعد «أولوية»، فيما ذكر دبلوماسيون غربيون أمس، أن هذه المسألة ستكون في صلب المحادثات التي ستجري في لقاء فيينا.
وأفاد تقرير وكالة الطاقة، الذي صدر في تشرين الثاني الماضي، بأن ايران شيدت في عام 2000 غرفة احتواء ضخمة في «بارشين»، لإجراء تجارب تفجيرات وصفتها الوكالة بأنها «مؤشرات قوية على (برنامج) محتمل لتطوير أسلحة (نووية)».
وكان معهد أمني أميركي قد أشار الأسبوع الماضي إلى أن صوراً التقطتها أقمار اصطناعية أظهرت انشطة في بارشين وصفتها بأنها تزيد المخاوف بشأن احتمال قيام ايران «بتنظيف» المبنى الذي ترغب وكالة الطاقة في زيارته.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشال روكار، بعد محادثات أجراها في طهران مع كبار المسؤولين الأسبوع الماضي، أن وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أكد لي ان ايران مستعدة لـ«اتخاذ خطوات الى الامام» في المفاوضات النووية المقررة في بغداد في 23 أيار مع مجموعة «5+1»، التي تضم كلاً من روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا.
ونقل روكار عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان الايراني) علاء الدين بروجردي، قوله إن ايران مستعدة «لبدء مرحلة جديدة» في بغداد لكي لا تفشل المفاوضات. واضاف: «ليس لدي اي تعهدات ملموسة، لكن لدي الشعور بأن الايرانيين يريدون إمرار رسالة حسن النية قبل (مفاوضات) بغداد». وتابع انه شدد على ضرورة «اعطاء ايران أجوبة ملموسة ومفصّلة» على اسئلة الأسرة الدولية حول برنامجها النووي، وخصوصاً وكالة الطاقة قبل لقاء بغداد. واوضح روكار انه اكد لمحاوريه ان باريس لن تغير «موقفها الحازم» من ملف ايران النووي بعد انتخاب الاشتراكي فرنسوا هولاند، رئيساً للجمهورية.
في المقابل، قال وزير الدفاع الاسرائيلي في مقابلة مع الاذاعة العسكرية إن «المطالب اليوم في محادثات الغرب مع إيران تمثل الحد الأدنى، أي حتى لو قبلت إيران بها كلها فإنها تستطيع مواصلة برنامجها النووي وتطويره». واضاف: «يجب عليهم وقف تخصيب اليورانيوم تماماً في ايران وحتى ليس بنسبة 3,5 في المئة».
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، إن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات أشد على ايران اذا لم تتخذ خطوات ملموسة لتهدئة المخاوف الدولية بشأن برنامجها النووي. وأضاف أن الاتحاد يريد أن يرى أدلة على أن طهران تتخذ الآن خطوات محددة لطمأنة العالم إلى أن برنامجها النووي ليس له بعد عسكري كما تشتبه دول كثيرة.
وقال هيغ للصحافيين، قبيل اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسل: «الآن سننتظر لنرى بعض الخطوات الملموسة والاقتراحات من جانب ايران».
وأضاف: «من دون هذا، بالطبع لدينا عقوبات فرضناها. لن يتم تطبيقها وحسب وإنما ستُكثّف بمرور الوقت».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)