واشنطن | تتوقع حكومة الرئيس الأميركي باراك أوباما، إحراز خطوة هامة في مناقشات قمة حلف شمالي الأطلسي، التي ستُعقد في شيكاغو يومي 20، 21 أيار الجاري في ما يتعلق بأفغانستان. وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتوقعون أن يحدد الرئيس الأفغاني حميد قرضاي وحلفاؤه مسار الانسحاب لجميع القوات القتالية الأميركية - الأطلسية من أفغانستان بحلول نهاية عام 2014. وكان الرئيس أوباما قد بحث أول من أمس في البيت الأبيض مع الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي، أندرس فوغ راسموسن، الاستعدادات الأخيرة لقمة الحلف في شيكاغو. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن أوباما وراسموسن اتفقا على أن تركّز القمة على ثلاثة مواضيع رئيسية هي: أفغانستان والقدرات الدفاعية والشراكات.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق على ضرورة أن تعيد القمة التأكيد على الالتزام المشترك لأعضاء الحلف في إطار العمل الخاص بالعملية الانتقالية الذي تم الاتفاق عليه في قمة لشبونة والتخطيط للمراحل النهائية من هذه العملية ومن ضمنها الانتقال العام المقبل من القتال إلى الدور الداعم وتقديم المساندة للقوات الأفغانية.
وشدد أوباما وراسموسن على أن القمة يجب أن تركّز على التزام الحلفاء بتقديم القدرات الدفاعية التي يحتاج إليها الحلف في القرن الحادي والعشرين، وناقشا توقعاتهما بأن يكون الحلف في موقع يخوّله الإعلان عن تقدّم في عدد من المبادرات الرئيسية الخاصة بالقدرات بينها الدفاع الصاروخي. كذلك ناقشا أهمية الشراكات بين الأطلسي والدول التي ليست عضواً فيه، ورحّب راسموسن وأوباما بالقرار الأخير للحلفاء بدعوة مجموعة من ثلاثين دولة إلى قمة شيكاغو لمناقشة سبل توسيع التعاون بين الحلف والدول غير الأعضاء.
وفيما يتصدّر الوضع الأفغاني جدول أعمال قمة شيكاغو، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن المحادثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان الأفغانية متوقفة على مدى أشهر على الرغم من مضي أكثر من عام على إجراء اتصالات متقطعة، الأمر الذي بدد آمال الحكومة الأميركية في أن يكون التقدم نحو حل سياسي للحرب الأفغانية على قدم وساق خلال فصل الربيع الحالي.
وكان أوباما قد أكد، خلال خطابه في كابول الأسبوع الماضي، على المصالحة السياسية باعتبارها واحدة من الركائز الخمس لاستراتيجية إكمال مهمة بلاده ووضع حد للحرب، حيث قال إن حكومته تنخرط في «محادثات مباشرة» مع حركة طالبان.
واعترف مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى بأنه لم تكن هناك أي لقاءات مع مفاوضي طالبان منذ كانون الثاني الماضي، وإن انخفاض مستوى التقدم تم تأكيده من خلال سلسلة هجمات للمسلّحين في الأسابيع الأخيرة وبيان لطالبان الأسبوع الماضي تعلن فيه عن بدء «عملية ربيع السنة الحالية».
ويشكو مسؤولون أميركيون من أن قرضاي - الذي تنتهي فترة ولايته في منصبه مع الانتخابات في 2014 - غير قادر على بناء دعم سياسي بين المجموعات العرقية الإقليمية والممزقة في أفغانستان من أجل التوصل إلى حل للحرب. ونقلت الصحيفة عن مستشار قرضاي ستانكزي محمد معصوم، قوله إن الحكومة الأفغانية منخرطة في «مفاوضات رسمية» مع الحزب الإسلامي «الذي يتزعم جناحه المتشدد قلب الدين حكمتيار». وقال «إن هناك بعض المرونة في موقف المتمردين، فضلاً عن إدراك بشكل متزايد بأن علينا أن نكون أكثر عقلانية في حماية أمن أفغانستان على المدى الطويل في منطقة خطيرة وقادرة على المنافسة»، مشيراً إلى أن خطر أن رحيل القوات الأجنبية كلياً سيعيدنا رهينة للمقاتلين الإقليميين.