حاول بعض الاعلام الفرنسي استنباط مواقف المرشحين للرئاسة الفرنسية تجاه السياسة الخارجية التي تحظى بأولوية الناخبين. حول القضية الفلسطينية والأزمة السورية والملف النووي الايراني، سألت صحيفة «ليبيراسيون» ومجلة «لونوفيل أوبسيرفاتور» المرشحين للرئاسة، وعرضت إجاباتهم. وقامت «ليبيراسيون» بتجميع تصريحات أبرز المرشحين، وبعض ما قالوه في مقابلات صحافية عن تلك المواضيع. أما «لونوفيل أوبسيرفاتور»، فقد وجّهت عشرة أسئلة مباشرة إلى المرشحين، من بينها تلك النقاط التي تخصّ العالم العربي والشرق الأوسط. وعن سؤال «هل أنتم مستعدّون للاعتراف بدولة فلسطينية؟»، أجاب نيكولا ساركوزي أنّ «الدولة الفلسطينية هي حاجة للمنطقة وحق للفلسطينيين، وأفضل ضمانة لأمن إسرائيل، وإنشاؤها يجب أن يأتي عن طريق المفاوضات». أمّا فرانسوا هولاند، فيشير إلى أنّه يدعم «كل مسار يؤدي إلى إحلال السلام في الشرق الأوسط، ويقيم دولة قابلة للحياة للفلسطينيين، ويحفظ أمن إسرائيل». بدورها، تجيب المرشحة اليمينية المتطرفة عن السؤال بـ «نحن ندعم حق الشعوب لنيل سيادتها وأمنها، ولإسرائيل الحق في إنشاء دولة، وللفلسطينيين الحق في ذلك أيضاً، لكننا نرفض الحصول على تلك الحقوق من خلال الأعمال الإرهابية وقتل المدنيين. مع الأسف، الإرهاب لم يعد حكراً على العرب أو المسلمين، لأن حلف شمال الأطلسي قتل أبرياء كثراً في صربيا والعراق وأفغانستان وليبيا». وفي السياق، يرى مرشح الوسط فرانسوا بايرو أنه «أبعد من مجرد الاعتراف بدولة فلسطينية، السؤال الحقيقي يكمن في بعث مفاوضات سلام كفيلة بتحسين شروط حياة وأمن الجميع، وإذا اتّحدت جهود الدول الأوروبية في هذا الشأن، فإن ذلك سيمنحها ثقلاً وقوة إقناع مؤثرة». في المقابل، أشارت مرشحة حزب «الخضر»، إيفا جولي إلى تمسُّكها بشدة بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة، «ولا يمكن القبول باستمرار عمليات الاستيطان من قبل الحكومة الإسرائيلية، التي تصم آذانها عن أي حوار». أكثر من ذلك، قال مرشح «الحزب الجديد المعادي للرأسمالية»، التروتسكي فيليب بوتو، «أنا مع حقوق جميع الشعوب في تقرير مصيرها، وحق الفلسطينيين يأتي قبل أي شعب آخر». وفي الإطار، جاء جواب مرشحة حزب «النضال العمالي»، التروتسكية أيضاً ناتالي آرتو، على شكل «أنا ممن يتمسّكون على نحو غير مشروط بالحقوق الفلسطينية».
وعن الأزمة السورية وخيار تسليح المعارضة، يميل ساركوزي إلى «زيادة العقوبات على نظام (الرئيس) بشار الأسد وإرسال المراقبين لضبط وقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات للمواطنين». أما هولاند، فيناشد «روسيا والصين الرجوع عن موقفهما الداعم للنظام السوري، ويدعو التحالف الدولي لمساعدة وحماية المواطنين، لا لإذكاء المواجهات المسلحة». غير أن لوبان تدين تصرفات الحكومة الفرنسية تجاه الوضع السوري «الذي يشبه تصرفها حيال ليبيا»، إذ إن «الأمر في سوريا لم يعد مواجهة دكتاتور يعاند شعبه، بل تحوّل الى حرب أهلية بين مختلف مكونات البلد، وها نحن مرة جديدة، كما فعلنا في ليبيا، نجد أنفسنا داعمين للطرف الذي يريد أسلمة المجتمع، متخلين عمّن أرادوا بناء دول علمانية متقدمة، ولو بطريقة استبدادية». ويلفت بايرو إلى أن «التصفيات التي يرتكبها النظام السوري تقع تحت طائلة الجرائم ضد الإنسانية». وعن هذا الموضوع، جزم بوتو بأن «الشعب السوري يستغيث، لكن إذا كان لا بد من تسليح، فيجب أن يكون السلاح بيد الشعب لا بيد أحد غيره».
وعن سؤال «هل تؤيّدون قصف المنشآت النووية الايرانية إذا فشلت المفاوضات؟»، شدّد ساركوزي على «تجنّب خيار القصف قدر الإمكان، وإبقاء المحاولات الدبلوماسية والعقوبات على النظام الايراني، لكن إذا هددت إيران أمن إسرائيل، ففرنسا ستقف الى جانب إسرائيل». بدوره، جدّد هولاند «رفضه امتلاك إيران السلاح النووي»، من دون إعلان صريح برفض ضرب إيران عسكرياً، مع أنه شجّع «الطرق الدبلوماسية للتوصل الى حلّ للأزمة الإيرانية».
(الأخبار)