فيما كانت بيونغ يانغ تعلن أنها عاكفة على وضع صاروخ أكبر من الذي فشلت في تجربته يوم الجمعة الماضي، ووسط احتفالات الدولة الشيوعية بمئوية مؤسسسها كيم إيل تسونغ (الذي حكم من 1948 الى وفاته في 1994)، حيث ألقى حفيده الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ أون أول خطاب رسمي منذ تسلمه السلطة بعد وفاة والده كيم يونغ إيل في كانون الأول الماضي، ندد مجلس الأمن الدولي بشدة أمس بتلك التجربة الصاروخية الفاشلة ووصفها بأنها تمثل انتهاكاً لقرارات المجلس. وحذّر مجلس الأمن من أنه سيتخذ إجراءات أخرى في حال إطلاق صاروخ جديد أو إجراء تجربة نووية. في غضون ذلك، ألقى الزعيم الكوري الشمالي أول خطاب للأمة منذ تسلمه السلطة، في حضور كبار مسؤولي الجيش والحزب الذي كانوا يحضرون عرضاً عسكريا كبيراً لمناسبة مرور مئة عام على ولادة جدّه مؤسس النظام الكوري الشمالي، كيم ايل تسونغ. وأكد كيم يونغ أون، أول من أمس، أن كوريا الشمالية لن تكون أبداً مهددة بالسلاح النووي، مضيفاً أن «التفوق العسكري والتقني لم يعد في أيدي الإمبرياليين وحدهم».
وقال الزعيم الشاب، الذي لم يبلغ ثلاثين عاماً، إن «الزمن الذي كان فيه العدو يهددنا ويبتزّنا بقنابل ذرية قد ولّى»، ملمّحاً بذلك الى أن بلاده باتت تمتلك سلاح الردع هذا. وتابع أنه «ليس هناك اي بلد يستطيع مهاجمتنا». وذكّر بأن الجيش الشعبي لكوريا الشمالية «بدأ تاريخه بمسدسين»، مضيفاً «اكتسبنا خبرة كبيرة... ونحن اليوم قادرون على مقاتلة أي عدو». وقال «من أجل شعبنا السلام مهم جداً لكن الكرامة والسيادة تحتلان المرتبة الاولى. والجيش يجب ان يدافع عنهما».
وتحدث الزعيم الكوري الشمالي عن الوضع الاقتصادي في البلاد التي تشهد نقصاً في المواد الغذائية بينما تخصص ميزانية كبيرة للقطاع العسكري طبقاً لمبادئ «سونغون» التي تعطي الأولوية للجيش. وقال إن الكوريين الشماليين الذين «واجهوا تحديات كبيرة وخدموا بوفاء الحزب، لن يكون عليهم شد الأحزمة بعد اليوم، ويمكنهم الاستمتاع بالرخاء الاشتراكي». وقال «أودّ توجيه تحياتي الى مواطنينا في كوريا الجنوبية وفي باقي أنحاء العالم الذين يعملون في سبيل توحيد الأمم وازدهارها».
في هذه الاثناء، أوضح مسؤول كوري شمالي يشارك في برنامج فضائي انطلق فيه النظام الشيوعي باسم «التنمية الاقتصادية»، أن بيونغ يانغ تعكف على وضع صاروخ أكبر من الذي انفجر الجمعة بعد دقيقتين من إطلاقه، حسبما أفادت صحيفة «شوسون سينبو» اليابانية. في المقابل، حذر رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك، أمس، من سباق تسلح قد يكون مدمراً للنظام الشيوعي.
وقال في خطاب إذاعي إن «بإمكان كوريا الشمالية أن تتصور أنها تهدد العالم وتوطد وحدتها الداخلية بفضل الأسلحة النووية والصواريخ، بينما هي في الواقع تعرّضه لأكبر المخاطر»، مشيراً إلى «انهيار الاتحاد السوفياتي لأنه اندفع في سباق التسلح».
وقال لي إن كلفة تلك العملية الفاشلة بلغت 850 مليون دولار، أي ما يناهز 2,5 مليون طن من الذرة الصفراء لتغذية ستة ملايين كوري شمالي (من أصل 24 مليون) خلال ست سنوات حسب الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، وصل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون شرق آسيا، كورت كامبل، أول من أمس، الى اليابان، في إطار جولة على منطقة آسيا والمحيط الهادئ بهدف «توجيه رسالة واضحة جداً لمنع استفزازات جديدة من قبل كوريا الشمالية».
(أ ف ب، رويترز)