أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، أن إيران «لن تتراجع قيد أنملة عن حقوقها النووية»، وذلك قبل استئناف الدول الست «5+1» مفاوضاتها مع طهران المفترضة غداً السبت في إسطنبول، والتي أعلن أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أنه سيقدم «مقترحات جديدة» خلالها. وفي هذه الأثناء، نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية عن مصادر سياسية في الدولة العبرية قولها إن حكومة إسرائيل لا تعوّل كثيراً على المفاوضات المُزمع إجراؤها بين إيران والغرب، وأقرّت بأن تل أبيب «حتى الآن، لا تعرف الموقف النهائي للولايات المتحدة في هذه المفاوضات». وأضافت أن إسرائيل تلتزم حالياً الصمت حيال المفاوضات، «لكنها تنتظر وتترقب التطورات المتعلقة بها». ونقلت عن «مصادر إسرائيلية مطّلعة» أن البيت الأبيض اتخذ في الأيام القليلة الماضية مواقف متشددة، إلا أن إسرائيل ترفض التطرق إلى ما ينشر في الإعلام. وشددت على أن تل أبيب لا تزال حتى الآن «تنتظر انقشاع الغبار». وقالت «إننا نعرف جيداً ما سيتمخّض عنها، لكننا نمنح فرصة لهذه المفاوضات». في المقابل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن نجاد قوله للغربيين في خطاب ألقاه في جنوب إيران «عليكم أن تعلموا أن الأمة الإيرانية ستكون حازمة في حقوقها الأساسية، وأن أكبر الضغوط لن تجعلها تتراجع». وأضاف، خلال زيارة إلى محافظة هرمزغان الساحلية، «أنصح كل أعداء (إيران) والقوى الوقحة (الغربية) بتغيير سلوكها حيال هذه الأمة».
من ناحية ثانية، قال نجاد «إن أحد أهم أهداف الغرب من احتلال أفغانستان هو الهیمنة علی كتلة الشرق، بما فیها روسیا والصین». وانتقد بشدة «قیام أمیركا وحلفائها الغربیین بإرسال قواتهم العسكریة إلى دول المنطقة». وقال «إنهم یشنّون الحرب ویثیرون الفرقة والاختلاف بین أبناء منطقة الشرق الأوسط... إن أحد أهدافهم من هذه الممارسات هو بیع أسلحتهم بأسعار باهظة». في غضون ذلك، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي إيران، في بيان أصدره مكتب ساركوزي عقب محادثات بين الرئيسين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، «إلى اغتنام فرصة استئناف المحادثات مع الدول العظمى الست لإجراء مفاوضات جدية وتعليق جميع نشاطاتها النووية».
وفي موسكو، عبّر الأمين العام لـ«منظمة الأمن الجماعي»، نيقولاي بورديوجا، عن الأمل بأن تُحل قضية النووي الإيراني عبر الطرق الدبلوماسية ومن دون استخدام القوة العسكرية. وقال، خلال مؤتمر دولي في العاصمة الروسية، «آمل ألا يتطور الوضع وفقاً لسيناريو ما عسكري»، مضيفاً أن «موقف منظمتنا واضح. إننا نعارض بنحو قاطع استخدام القوة ضد إيران، وندعو إلى مواصلة المفاوضات بينها وبين السداسية الدولية».
من جهة ثانية، ذكرت صحيفة «فايننشال تايمز»، أمس، أن إيران تسعى للالتفاف على العقوبات الأميركية والأوروبية من خلال اجتذاب دول لشراء نفطها بشروط ائتمان مغرية. وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين في قطاع النفط إن طهران تعرض على الزبائن المحتملين في آسيا، بما في ذلك الهند، فترة من الرصيد المجاني تصل إلى 180 يوماً لشراء نفطها.
وقالت «فايننشال تايمز» إن عرض إيران يمنح فترات أطول للزبائن المحتملين لتسديد قيمة مشترياتهم من نفطها الخام، ما يعادل حسماً تصل نسبته إلى نحو 7.5 في المئة من السعر الحالي لبرميل النفط البالغ 118 دولاراً، لكن أحد كبار تجار النفط الأوروبيين قال «إن هذا الرصيد الإضافي هو أسهل وسيلة لهم للحسم، لكنه مع ذلك سيجتذب عدداً قليلاً من الزبائن».
(أ ف ب، يو بي آي)