رأى الرئيس السابق للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد)، مئير دغان، أن أي هجوم إسرائيلي على إيران هو «الأمر الأكثر حماقة التي سمعتها في حياتي»، مضيفاً أن توجيه ضربة للجمهورية الإسلامية سيؤدي إلى نشوب حرب إقليمية «لا أحد يعرف كيف ستتطور ومتى تنتهي». وعن إمكانية رد حزب الله على إسرائيل، حذّر دغان في مقابلة مع شبكة «سي. بي. اس» الأميركية، من الرد التدميري على الحياة اليومية في إسرائيل التي ستعيش أوضاعاً قاسية للغاية لفترة زمنية غير قصيرة إن بادرت إلى مهاجمة إيران، معرباً عن تخوفه من أن تتساقط الصواريخ على إسرائيل كالمطر. وأكد دغان أن أي قرار إسرائيلي في هذا المجال سيكون «متسرّعاً وعديم المسؤولية»، فضلاً عن أنه لن يكون فعالاً، وخصوصاً أنه لن يؤدي إلى القضاء على المشروع النووي الإيراني، لافتاً إلى أن «الأمر أكثر تعقيداً مما يعتقد البعض؛ إذ لإيران عشرات المنشآت والمواقع، لا أربعة مواقع فقط كما اعتقد الجميع حتى الآن». ودعا إلى معالجة الملف النووي الإيراني عبر المفاوضات مع النظام في طهران، مشيراً إلى أن الإيرانيين أوجدوا ما نسميه «ثقافة السوق والمساومة».
في موازاة ذلك، رأى دغان أيضاً، أن امتلاك إيران أسلحة نووية سيوفر للنظام وسيلة لضرب استقرار المنطقة، ما سيؤدي إلى رفع أسعار النفط بما يخدم مصلحته، حيث لإيران مصلحة أساسية في ذلك، باعتبار أن النفط هو مصدر الدخل الأساسي للدولة.
أما بخصوص الوسيلة الأنجع في التعامل مع الملف الإيراني، فرأى الرئيس السابق للموساد أن ذلك يكمن في العمل على تغيير النظام الإسلامي هناك، رافضاً الإجابة عن سؤال عما إن كانت إسرائيل قد قامت بما يكفي في دعم المعارضة الإيرانية، لكنه قال: «من واجبنا أن نساعد كل من يرغب في بناء معارضة ضد النظام الحاكم في طهران».
من جهة ثانية، أعلن مساعد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي لشؤون السياسة الخارجية والأمن الدولي الإيراني، علي باقري، أن الشراكة الاستراتيجية بين بلاده وروسيا هي ضمانة لأمن واستقرار المنطقة. وقال، خلال استقباله أمس نظيره الروسي يوغني لوكيانوف الذي يزور لطهران تستغرق يومين، «إن الشراكة الاستراتيجية بين طهران وموسكو تحقق مصالح الطرفين وشعوب المنطقة وضمانة لأمن المنطقة واستقرارها».
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن باقري قوله «إن الصحوة الإسلامية لشعوب المنطقة أدت إلى الإسراع بانحسار قدرة أميركا في المنطقة». ونقلت الوكالة عن مساعد أمين مجلس الأمن القومي الروسي انتقاده «السلوك المزدوج للغرب مثل دعمه للجماعات الإرهابية في سوريا». ووصف لوكيانوف «التعاون الاستراتيجي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مختلف المجالات بأنه أمر يحظى بأهمية فائفة بالنسبة إلى روسيا».
من جهته، أعرب وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ألستير بيرت عن قلق بلاده إزاء حالة حقوق الإنسان في إيران. وقال إن تقرير المقرر الخاص للأمم المتحدة أحمد شهيد عن حقوق الإنسان في إيران «يقدم قراءة مقلقة؛ لأنها لا تزال تُظهر استخفافاً صارخاً بالتزاماتها الدولية في احترام حقوق الإنسان العالمية وحريات مواطنيها، ولم تبذل أي جهد لتنفيذ التوصيات التي قبلت بها خلال عملية المراجعة الدولية الشاملة». وأضاف: «إن إيران أعدمت العام الماضي أشخاصاً أكثر من أي بلد آخر في العالم بالقياس إلى عدد سكانها».
(الأخبار، يو بي آي)