أظهرت نتائج غير رسمية للانتخابات التشريعية الإيرانية، أمس، أن مجلس الشورى الجديد سيبقى خاضعاً لهيمنة المحافظين الذين ينتقدون الرئيس محمود أحمدي نجاد، لكنها أظهرت أيضاً تجدداً كبيراً في أعضائه البالغ عددهم 290 نائباً. وأظهر إحصاء لغالبية الأصوات أن الموالين للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، فازوا بأكثر من 75 في المئة من الأصوات.
وأعلن وزير الداخلية، مصطفى محمد نجار، أن 190 مرشحاً فازوا بمقاعد برلمانية بعد حصولهم على الأصوات المطلوبة في الجولة الأولى لانتخابات الدورة التاسعة لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان). ونقلت وكالة «مهر» للأنباء عن نجار قوله، في تصريح صحافي أمس، إنه تمّ فرز الأصوات في 44 ألفاً و708 مراكز اقتراع في جميع أنحاء البلاد، مضيفاً أنه تم حتى الآن فرز أصوات 29 مليوناً و464 ألفاً و422 صوتاً، وستعلن الأرقام النهائية بعد فرز الأصوات في جميع صناديق الاقتراع. وأوضح وزير الداخلية أن 30 مقعداً سيجري التنافس عليها في الجولة الثانية بين 60 مرشحاً، وأن عملية فرز الأصوات مستمرة في 23 دائرة انتخابية لتحديد المرشحين الفائزين بـ70 مقعداً آخر. وأبلغ نجار الصحافيين أن نسبة مشاركة الناخبین في الانتخابات التشریعیة التاسعة في البلاد بلغت 64.2 في المئة.
وكانت «جبهة المحافظين المتحدة» التي تعبّر بوضوح عن معارضتها لنجاد متقدمة على التحالف المحافظ الآخر «جبهة ثبات الثورة الإسلامية» التي تدعم الرئيس، بحسب وسائل الإعلام.
وأظهر إحصاء لغالبية الأصوات أن الموالين للمرشد الإيراني فازوا بأكثر من 75 في المئة من الأصوات، الأمر الذي يترك الرئيس نجاد غير قادر على إدارة الأمور إلى حدّ بعيد، وسط منافسة بين الفصائل المحافظة.
وفي السباق على الثلاثين مقعداً الخاصة بالعاصمة طهران، أظهر حصر لوكالة «رويترز» أن أنصار خامنئي استحوذوا على 19، بينما حصل المرشحون المؤيّدون لنجاد على المقاعد الباقية. كذلك فاز أنصار خامنئي في مدينتي قم ومشهد الدينيتين، وتقدموا في مدن إقليمية كبرى مثل أصفهان وتبريز، حيث ساند 90 في المئة من الناخبين الرئيس نجاد في الانتخابات الرئاسية في 2009. وحتى في المناطق الريفية التي تمثل المراكز التقليدية لتأييد نجاد، اكتسح الموالون لخامنئي، على ما يبدو، 70 في المئة من المقاعد.
وأبلى المستقلون والنساء بلاءً حسناً في كثير من المدن الإقليمية، حيث بنوا حملاتهم على المخاوف الآنية ـــ ومعظمها اقتصادي ـــ لجماهير الناخبين. وشهدت نسبة مشاركة الشعب في الانتخابات التشریعیة التاسعة زیادة بنسبة أكثر من 13 في المئة قیاساً إلى الدورة السابقة.
ومن المرجّح أن يمثل الرئيس الإيراني أمام البرلمان المنتهية ولايته في جلسة لم يسبق لها مثيل، يوم الجمعة المقبل، للإجابة عن أسئلة بشأن سياساته الاقتصادية والخارجية.
في تطورات المحادثات المقبلة بين طهران ومجموعة «5+1» التي تمثّلها وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، قال وزیر الخارجیة الإيراني علي أكبر صالحي، إنه «كان من المقرر أن تعلن مجموعة «5+1» رأیها في مكان استضافة المحادثات، ولكن یبدو أنها لم تصل إلی نتیجة بعد». وأضاف أنه يحرص شخصیاً على أن تجري المحادثات في إسطنبول، ويتمنى أیضاً ألا یكون موعد المحادثات بعیداً جداً. وأكد أن التأخیر في محادثات إيران مع المجموعة، التي تضم كلاً من روسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وألمانيا، لا علاقة له بمحادثات إيران والوكالة الدولیة للطاقة الذریة. وقال إن لمجموعة «5+1» طابعاً سیاسياً، «أما الوكالة الدولیة للطاقة الذریة فینبغي أن تكون ذات طابع فني وقانوني أساساً».
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)