هددت كوريا الشمالية مجدداً، أمس، بشن «حرب مقدسة» على كوريا الجنوبية، في اشارة واضحة الى أن العلاقات بين البلدين لن تتغير، على الرغم من إعلان بيونغ يانغ المفاجئ التوصل الى اتفاق مع واشنطن يقضي بتعليق برنامجها النووي مقابل مساعدات غذائية أميركية. واتهمت القيادة العسكرية العليا في كوريا الشمالية قوات كورية جنوبية برفع شعارات أو لافتات تهين وتشهّر بكبار قادة كوريا الشمالية داخل ثكنها أو في حقول الرماية وغيرها من المنشآت العسكرية. وقالت القيادة العسكرية العليا، في بيان أعلنته وكالة الانباء الرسمية، إن الجنود «اهانوا القيادة العليا (لكوريا الشمالية) بعدما خلقوا وضعاً غير مستقر وخطيراً»، مضيفة أن القيادة «تعلن مرة أخرى أنها ستشن حربها المقدسة للقضاء على مجموعة الخونة». وأضافت أن «الذين يهينون كرامة القيادة العليا ولو قليلاً لن يعرفوا الراحة على الأرض أو في السماء». وتعهدت القيادة العليا بالقضاء «دون رحمة» على أي شخص «يهين أو يشهر بكرامة» القيادة العليا لكوريا الشمالية.
وكانت بيونغ يانغ قد اصدرت تهديدات مشابهة العام الماضي عندما علمت بأن جنوداً من الاحتياط في كوريا الجنوبية يستخدمون صوراً للحكام الكوريين الشماليين كأهداف في حقول الرماية. إلا أن سيول أعلنت وضع حد لتلك الممارسات. كذلك عادت بيونغ يانغ السبت الماضي لتهدد بشن «حرب مقدسة» أيضاً على الولايات المتحدة وجارتها الجنوبية بسبب المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية في المنطقة، معتبرة اياها «تهديداً بالحرب». إلا أن وزير التوحيد الكوري الجنوبي، يو وو ايك، قال أمس «نحث كوريا الشمالية مرة أخرى على الرد سريعاً على اقتراحنا اقامة حوار».
والتقى وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي، أمس، الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، ونظيره الكوري كيم سونغ هوان، خلال زيارة لكوريا الجنوبية للمرة الثالثة منذ العام 2010. وقال مسؤول في وزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن كيم ويانغ تبادلا وجهات النظر حول سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية والتعاون الثنائي والقضايا الرئيسية الأخرى، بما في ذلك الاتفاق النووي الذي أعلنته الولايات المتحدة وكوريا الشمالية في وقت واحد هذا الأسبوع، بالإضافة إلى بحث قضية الهاربين الكوريين الشماليين المحتجزين في الصين. وحثت كوريا الجنوبية الصين على التعامل مع الهاربين الكوريين الشماليين المحتجزين وفقاً لـ«المعايير الدولية»، لكن بكين كررت أنها لا تعترف بهم كلاجئين.
في السياق، يقوم نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي ري يونغ-هو، الأسبوع المقبل، بزيارة نادرة للولايات المتحدة حيث سيحل ضيفاً على مدرسة «ماكسويل» التابعة لجامعة سيراكوزي (ولاية نيويورك) من السابع الى التاسع من آذار، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الاميركية. لكن المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، اشارت الى أنه من غير المقرر عقد أي لقاء مع مسؤولين أميركيين «حتى الآن».
وبالنسبة للاتفاق بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الذي أعلنته بيونغ يانغ الاربعاء الماضي، والتي قالت إن واشنطن تعهدت بتقديم مفاعلات تعمل بالمياه الخفيفة لانتاج الكهرباء، قالت نولاند ان من السابق لأوانه التحدث عن هذا الموضوع، مشيرة الى ان الاعلانين اللذين صدرا الاربعاء في بيونغ يانغ وواشنطن هما «خطوة انتقالية» لاستئناف المحادثات السداسية. وقالت «كنا دائما واضحين حيال وجوب التزام الكوريين الشماليين أولا بواجباتهم حول نزع الاسلحة النووية قبل البحث في اي أمر آخر».
(أ ف ب، يو بي آي)