أعلن مؤسس موقع «ويكيليكس»، جوليان أسانج، في مؤتمر صحافي عقده أمس في لندن، أن الموقع بدأ بنشر أكثر من خمسة ملايين بريد إلكتروني صادر عن وكالة «ستراتفور» الأميركية لتوثيق «الحياة الخاصة والأكاذيب الخاصة لجواسيس خاصين». وبعدما أشار أسانج إلى أن عالم الاستخبارات الخاصة قد ازدهر في الولايات المتحدة ودول أخرى ليتحول إلى أمر واقع في الشؤون العالمية، في ظل غياب أشكال الرقابة التي غالباً ما تخضع لها المؤسسات الاستخبارية الحكومية، أوضح أن الرسائل الإلكترونية التي سينشرها الموقع تباعاً، والخاصة بشركة «ستراتفور»، توضح أنها «خارج السيطرة».
ولفت إلى أن الشركة التي جعلت من بين أهدافها «تعليم المؤسسات الاستخبارية الأميركية كيف تكون على نسقها»، تؤدي في الواقع دوراً آخر بوصفها مزوّداً بالمطبوعات الاستخبارية للمؤسسات الحكومية والأمنية إلى جانب مؤسسات خاصة، وحتى جامعات.
ولفت أسانج إلى أن من بين أبرز العملاء الخاصين للشركة، الذين يدرّون عليها العائدات المالية، وحدات مشاة البحرية الأميركية (المارينز)، لافتاً إلى وجود 25 وسيلة إعلامية ستتولى نشر مضمون الرسائل الإلكترونية، بينها مجلة «رولينغ ستون» والصحيفة الهندية «هندو» والإيطالية «لا ريبوبليكا» والموقع الفرنسي «اوني. فر»، فضلاً عن «الأخبار».
وفي السياق، أوضحت «الأخبار»، عبر ممثلها في المؤتمر الصحافي الذي شارك عبر «سكايب»، أن من بين الأساليب غير الاحترافية التي لجأت إليها الشركة في عملها، وتحديداً في لبنان، استخدام موقع «غوغل» للترجمة للتمكن من قراءة مقالات صادرة عن الصحيفة.
وكان موقع «ويكيليكس» قد استبق مؤتمر أسانج بإصدار بيان أكد فيه أن الرسائل الإلكترونية التي تمتد من تموز 2004 حتى كانون الأول 2011، تكشف استخدام ستراتفور «لشبكات مخبرين وبنى لدفع رشى وتقنيات لتبييض أموال ولوسائل نفسية». وأضاف البيان أن «الوثائق تظهر كيفية عمل وكالة استخبارات خاصة وكيفية استهدافها أفراداً لحساب زبائنها الخاصين والحكوميين».
وأكد «ويكيليكس» أن لديه أدلة على وجود صلات سرية بين وكالة «ستراتفور» وشركات مثل الهندية «بوبال داو كيميكال»، والأميركية «لوكهيد مارتن»، وهيئات حكومية مثل وزارة الخارجية والأمن الداخلي ووكالة الاستخبارات لشؤون الدفاع. كذلك أكد الموقع أنه «يملك الدليل على أن ستراتفور منحت بطاقة اشتراك مجانية إلى الجنرال الباكستاني حميد غل، رئيس الاستخبارات السابق، الذي تفيد برقيات دبلوماسية أميركية بأنه كان يعدّ هجوماً بقنبلة يدوية الصنع على أعضاء القوة الدولية في أفغانستان في 2006». ولفت الموقع إلى أنه «يملك الدليل على أن ستراتفور تنصّتت على نشاطات إلكترونية لناشطين يريدون تعويضات لضحايا كارثة بوبال في الهند في 1984، التي تعدّ واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ الصناعة في العالم.
من جهة ثانية، وعد الموقع، في بيانه، بكشف محاولات ستراتفور «إسقاط» الموقع الإلكتروني، وسيظهر كيف حاول الأميركيون استهداف أسانج الذي يسعى إلى تجنّب تسليمه إلى السويد حيث يواجه مزاعم بشأن الاغتصاب والاعتداء الجنسي.
(الأخبار، أ ف ب)