تزامن التهديد الكوري الشمالي لكوريا الجنوبية بالحرب مع ليونة في موقف الدولة الشيوعية، التي أبلغت الولايات المتحدة استعدادها لوقف برنامج تخصيب اليورانيوم، مقابل الحصول على مساعدات غذائية في موقف هو الأول من نوعه، منذ رحيل الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ إيل في كانون الأول الماضي، أبلغت بيونغ يانغ واشنطن أمس استعدادها للتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، مقابل الحصول على مساعدات غذائية. لكن هذه الليونة في الموقف تزامنت مع تهديد الدولة الشيوعية بخوض حرب مع الجانبين الكوري الجنوبي والأميركي اللذين يجريان مناورات حربية واسعة في البحر الأصفر، فيما اتهمت سيول جارتها الشمالية بتطوير ونشر منصات إطلاق صواريخ متعددة طويلة المدى.


وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية بأن «المناورات الحربية (الأميركية الكورية الجنوبية في شبه الجزيرة الكورية) هي تعدٍّ لا يغتفر على سيادة كوريا الديموقراطية (الشمالية) وكرامتها، لأنها من الواضح تستهدف جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية».

ونقلت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» عن الوكالة الشمالية قولها إن الجيش والشعب في كوريا الشمالية «على استعداد تام لخوض حرب مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة». وتابعت إن «النار التي أجّجها دعاة الحرب ستنقلب عليهم دماراً إذا تمادوا في تهورهم وسوء تقديرهم للإرادة القوية للكوريين للدفاع عن السلام».

وجاء التحذير الأخير في الوقت الذي بدأت فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة تدريبات «الحل الرئيسي» التي تستمر حتى 9 آذار المقبل، بمشاركة نحو 200 ألف جندي كوري جنوبي و2100 جندي أميركي.

وعشية هذه المناورات، زار الزعيم الكوري الشمالي الجديد كيم جونغ أون وحدتين عسكريتين، حسبما نقلت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية أول من أمس.

واستعرض الكتيبة الرابعة التي كانت قد قصفت جزيرة يونبيونغ الكورية الجنوبية في تشرين الثاني 2010.

وقال الزعيم الجديد الذي خلف والده في 17 كانون الأول الماضي، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، إن المنطقة «مكان ملتهب يمكن أن تندلع فيه حرب في أي لحظة جراء الاستفزازات غير المسؤولة من جانب العدو تمهيداً لاعتداء».

وفي سيول، أعلن المتحدث الكوري الجنوبي باسم هيئة الأركان المشتركة أن هذه المناورات ستليها تدريبات «فرخ النسر» البحرية والبرية والجوية التي تستمر حتى 30 نيسان المقبل.

في هذه الأثناء، أعلن الجيش الكوري الجنوبي تعزيز عمليات تنصته على الأنشطة الكورية الشمالية لتجنب هجمات محتملة، حسبما ذكرت «يونهاب».



في غضون ذلك، نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية «NHK» أمس عن مصادر دبلوماسية مرتبطة بالمحادثات السداسية حول البرنامج النووي الكوري الشمالي، قولها إنه خلال المحادثات الثنائية بين الجانبين الأميركي والكوري الشمالي في بكين، الأسبوع الماضي، أوضحت بيونغ يانغ أنها مستعدة للتخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم، مقابل الحصول على مساعدات غذائية، ومن ضمنها حبوب من الولايات المتحدة.

وقالت المصادر إن كوريا الشمالية ستسمح للمفتشين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالدخول إلى منشآتها النووية في يونغ بيون، كما أنها راغبة في تعليق تخصيب اليورانيوم بموجب مراقبة الوكالة.



وفي السياق نفسه، أبلغ الممثل الأميركي الخاص لشؤون كوريا الشمالية، غلين ديفيس، مسؤولين يابانيين التقاهم أمس، أن الولايات المتحدة ستبقى على اتصال مع كوريا الشمالية عبر قناة دبلوماسية في نيويورك.

(أ ف ب، يو بي آي)