بروكسل | يشهد مقر حلف شمالي الأطلسي في العاصمة البلجيكية، بروكسل، هذا الأسبوع، سلسلة من الاجتماعات التشاورية مع موفدين من قطر والإمارات والبحرين والكويت، لتفعيل الشراكة الأمنية الأطلسية ـــــ الخليجية، التي نصت عليها «مبادرة إسطنبول»، تحسباً لانعكاسات الأزمات السورية والإيرانية. وكشفت مصادر مطلعة في مقر الحلف الأطلسي لـ«الأخبار» أن الحلف شرع في «سلسلة من المشاورات العسكرية المكثفة مع دول الخليج العربي»، مضيفة إن هذه المشاورات تتم على أساس مرجعية «مبادرة إسطنبول للتعاون»، التي تجمع دول الحلف الأطلسي الـ 28 و4 دول خليجية هي: قطر، البحرين، الإمارات العربية المتحدة والكويت.
ضمن هذه المساعي، اجتمع أعضاء المجلس الدائم للحلف الأطلسي مع وفد رفيع المستوى من الدول الخليجية الأربع. وحضر الاجتماع عن الجانب القطري خالد أحمد السويدي، وعن الكويت ثامر الصباح، وعن الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور غرغش، بينما مثل البحرين سفيرها لدى بروكسل أحمد الدوسري.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن الاجتماع خُصص لـ«تباحث سبل ترقية «مبادرة إسطنبول»، وتكثيف التشاور السياسي بين الأطلسي ودول الخليج في ظل المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة، والتي استدعت رفع مستويات لقاءات التعاون والتشاور إلى أعلى مستويات المسؤولية، سواء في قيادة الأطلسي أو على صعيد الحكومات الخليجية». واعتذرت المصادر عن عدم كشف أي تفاصيل بخصوص المواضيع التي جرى التطرق إليها خلال هذه المشاورات، ومدى ارتباطها باستراتيجية أطلسية ـــــ خليجية غير معلنة ضد إيران. واكتفت المصادر بالقول إن المشاورات شملت كل القضايا والمستجدات المتعلقة بمنطقة الخليج العربي والشرق الأوسط.
وبالرغم من أن «مبادرة إسطنبول» لا تشمل السعودية وسلطة عمان، إلا أن المصادر الأطلسية أكدت لـ«الأخبار» وجود اتصالات دائمة بين الحلف الأطلسي وهاتين، ضمن لقاءات ثنائية. وتتوقع المصادر الأطلسية أن تتكثف المشاورات على أعلى المستويات بين الأطلسي ودول الخليج، بفعل العديد من القضايا الساخنة التي تواجهها المنطقة العربية ومنطقة الخليج، وفي مقدمها الأزمة السورية والتصعيد الجديد على مستوى العلاقات بين إيران والدول الغربية، حيث «تخشى دول الخليج أن تؤدي هذه الأزمات الى انعكاسات إقليمية تهدد المنطقة بالانفجار، لذا، فهي تسعى الى استباق الأمور من خلال تكثيف التعاون مع الأطلسي، تحسباً لأي ظروف طارئة».
ويجدر التذكير بأن «مبادرة إسطنبول» أطلقت في حزيران 2004 كإطار لـ«شراكة أمنية خليجية متوسطية». وجاء ذلك بهدف الالتفاف على التردد الخليجي في الانضمام إلى مسار الاتحاد المتوسطي، بسبب مشاركة إسرائيل فيه.