فيما كان وفد مفاوضي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن فشل محادثاته في طهران هذا الأسبوع بسبب منعه من دخول أحد المواقع النووية، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، أن المسار النووي للبلاد لن يتغير بسبب العقوبات الدولية أو الاغتيالات أو أي وسائل ضغط أخرى. إلا أن موسكو، التي حذّر أحد مسؤوليها من نتائج كارثية في حال مهاجمة إسرائيل الجمهورية الإسلامية، رأت أن القاعدة العسكرية الأميركية في قرغيزستان، يمكن أن تستخدم إذا شنّت الولايات المتحدة هجوماً على إيران.
وقال المتحدث باسم الوزارة، ألكسندر لوكاشيفيتش، في تصريحات نقلها التلفزيون: «لا يمكننا استبعاد إمكان استخدام هذه البنية التحتية في إطار نزاع محتمل مع إيران». ورأى أن «الدعوات إلى ضرورة ضمان عدم انتشار الأسلحة النووية ربما كانت تخفي طموحات في إحكام القبضة على الخريطة الجيوسياسية لمنطقة شاسعة غنية بموارد الطاقة».
وفي السياق، رأى نائب وزير الخارجية الروسي، غينادي غاتيلوف، في مؤتمر صحافي في موسكو، أن «أي سيناريو عسكري ضد إيران سيكون كارثياً على المنطقة، ومن دون شك على منظومة العلاقات الدولية بأسرها».
في غضون ذلك، عبّر وزير المال الإسرائيلية يوفال شتاينز، عن اعتقاد إسرائيل بأن إيران تعمل على صواريخ عابرة للقارات قادرة على استهداف الولايات المتحدة الأميركية. وقال، خلال لقاء مع محطة CNBC، إنهم (الإيرانيين) يعملون الآن ويستثمرون مليارات الدولارات في نظام تطوير صواريخ باليستية عابرة للقارات». وأضاف شتاينز، الذي شغل في السابق منصب رئيس لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست الإسرائيلي: «نحن نقدّر أنهم خلال سنتين أو ثلاث سنوات سيمتلكون أول صاروخ باليستي عابر للقارات يمكنه الوصول إلى ساحل أميركا الشرقي. لذلك هدفهم هو تهديد نووي باليستي مباشر... لأوروبا والولايات المتحدة».
في المقابل، واصلت القوات المسلحة الإيرانية لليوم الثالث أمس مناورات الدفاع الجوي باختبار أنواع الرادارات الموجودة في المنطقة العامة والميدانية.
وبالعودة إلى طهران، قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، خلال استقباله أمس رئیس ومسؤولي منظمة الطاقة الذریة الإیرانیة: «بعون الله، ومن دون اكتراث بالدعاية، إن المسار النووي الإيراني سيستمر بإصرار وجدية. الضغوط والعقوبات والاغتيالات لن تؤتي ثمارها. لا يمكن أي عقبة أن توقف العمل النووي الإيراني». وأضاف: «عندما تقرر دولة أن تبرز لا يكون للعقوبات أو الضغوط السياسية أثر»، مشدداً القول: «نريد أن نقول إننا لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية ولا نرى القوة في امتلاكها». وشدد على أن إيران ستثبت للعالم أن امتلاك السلاح النووي لا يصنع القوة، موضحاً أن الشعب الإيراني سيحطم القوة المبنية على هذا السلاح.
كلام خامنئي جاء عقب إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، انهيار المحادثات مع إيران، والتي كانت تهدف إلى إقناعها بتبديد الشكوك في أنها تسعى سراً إلى امتلاك قدرات لصنع أسلحة نووية.
وأفاد رئيس الوفد التابع لوكالة الطاقة البلجيكي، هرمان ناكيرتس، لدى عودته إلى فيينا بعد يومين من المباحثات في طهران، بأنه «لم نتمكن من الدخول إلى برشين»، وهو موقع إيراني عسكري يشتبه في أنه مكان لتجارب على تصميم رؤوس حربية نووية، طبقاً لما جاء في تقرير وكالة الطاقة في تشرين الثاني الماضي. وقال إنه لم نتمكن من وضع قواعد متابعة (المفاوضات). سنقوم حالياً بإطلاع المدير العام (للوكالة الدولية يوكيا آمانو) ولاحقاً مجلس الحكام. وأضاف: «سنرى ما ستكون عليه المراحل المقبلة». وأبدى المدير العام للوكالة شخصياً، في بيان، «خيبة أمله» إزاء الموقف الإيراني. وقال: «من المخيب للآمال أن إيران لم توافق على طلبنا بزيارة بارشين خلال المهمة الأولى أو الثانية». وأكدت متحدثة باسم وكالة الطاقة بأنه «في هذه المرحلة، لم يُتَّفَق على إجراء مزيد من المناقشات مع إيران». إلا أن المبعوث الإيراني لدى وكالة الطاقة، علي أصغر سلطانية، الذي شارك في المحادثات في العاصمة الإيرانية أول من أمس، أشار إلى أن «هذه المفاوضات ستتواصل في المستقبل»، حسبما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية (اسنا).
في وقت لاحق، قال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، خلال مؤتمر صحافي، إن «رفض التعاون (الايراني) يضاف إلى التصريحات الأخيرة لمسؤولين إيرانيين أشادوا بالتقدم في أنشطتهم النووية». وأوضح أن «على مجلس الحكام في وكالة الطاقة الذي يبدأ في الخامس من آذار أن يستخلص الدروس ببساطة مع الأخذ في الاعتبار تقرير الوكالة الذي ينشر في الأيام المقبلة حول البرنامج النووي الإيراني».
بدوره، البيت الابيض عبّر عن "الأسف" لفشل بعثة وكالة الطاقة في ايران، وقال "انه يظهر رفض طهران الوفاء بالتزاماتها الدولية".
داخلياً، أفاد رئیس لجنة الانتخابات في محافظة طهران صفر علي براتلو، بأن 5 ملایین و400 ألف ناخب یحق لهم التصویت من محافظة طهران في انتخابات الدورة التاسعة لمجلس الشورى الإسلامي. وأضاف براتلو لوكالة «أرنا»، أن 669 مرشحاً حازوا تأیید مجلس صیانة الدستور، سیخوضون هذه الانتخابات من مجموع ألف و69 ممن تسجلوا من محافظة طهران لخوض انتخابات الدورة التاسعة لانتخابات أعضاء البرلمان في 2 آذار المقبل.
إلى ذلك، قتلت قوات الأمن الإیرانیة 3 من عناصر تنظيم «جند الله» جنوب محافظة سیستان وبلوشستان (شرق)، فيما قتل رجل أمن إيراني في الاشتباكات. وخلال الاشتباكات التي حدثت في قریة «غسك» تمكّنت من اعتقال اثنین من المسلحين.
(أ ف ب، إرنا، مهر، رويترز، يو بي آي)