قُتل أكثر من 8 أشخاص وجُرح 24 آخرين، أمس، خلال اليوم الثاني من الاحتجاجات في أفغانستان بسبب قيام عناصر من قوة المساعدة الدولية في أفغانستان «إيساف» بإتلاف مواد دينية عبر حرقها، ومن ضمنها مصاحف، في قاعدة باغرام الجوية. ونقلت وكالة أنباء «باجهوك» الأفغانية عن مسؤول أمني أن «6 أشخاص قُتلوا وجُرح نحو 10 آخرين عندما تحوّلت تظاهرة مناهضة للولايات المتحدة في إقليم بارفان وسط البلاد الى عنيفة».

كذلك أفادت الوكالة بأن محتجين أقدموا على دهم مقارّ المحافظة في شينواري واشتبكوا مع الشرطة. وأوضح المسؤول الأمني في المحافظة، سيف الله بيدر، أن الشرطة فتحت النار على المحتجين لردعهم عن الدخول إلى مجمّع المكاتب الحكومية.
وفي محافظة باراكي باراك في إقليم لوغار وسط البلاد، قُتل شخص وجُرح 3 آخرون خلال احتجاجات أطلق خلالها مسلحون النار على المقار الحكومية في المحافظة، بحسب الرواية الرسمية. وقال المسؤول في المحافظة، سيّد وكيل، إن الشرطة ردّت بإطلاق النار، في محاولة منها لتفريق المتظاهرين الغاضبين. لكنّ متظاهرين أكدوا «كنا نتظاهر سلمياً، لكن الشرطة أطلقت النار علينا».
وفي إقليم نانغاهار الشرقي، حيث تظاهر الآلاف في جلال آباد، قُتل متظاهر وجُرح 11 آخرون بينهم رجل أمن، خلال اشتباك بين المحتجين والشرطة. وقال متحدث باسم حاكم الإقليم إن الاشتباك اندلع بعدما أحرق المتظاهرون 6 صهاريج لنقل الوقود تابعة لقوات حلف شمالي الأطلسي. وذكر شهود أن طلقات نارية جاءت من اتجاه عربة عسكرية أجنبية متوقفة أمام قاعدة عسكرية أميركية. ولم تتضح الجهة التي أطلقت الرصاص. لكنّ مسؤولي قوة «إيساف» قالوا إنهم ليسوا على علم بإطلاق النار.
ونُظّمت تظاهرات أيضاً في مناطق باشتونيستان ومحافظة هيساراك، كما خرج المئات في كابول إلى الشوارع مردّدين شعارات ضدّ أميركا والقوات الأجنبية. وقال مسؤول أمني في كابول إن القوات الأمنية اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع تحوّل الاحتجاجات إلى أعمال عنف.
وأغلق المحتجون الغاضبون شارعاً يؤدي إلى مبنى البرلمان في كابول، وقالت الوكالة الأفغانية إن المحتجين رموا الصحافيين بالحجارة لمنعهم من دخول المنطقة. ورددوا هتافات «الموت لأميركا» و«الموت لـ(الرئيس الأفغاني حميد) قرضاي». وامتد الغضب إلى البرلمان الأفغاني حيث هتف عدد من الأعضاء قائلين «الموت لأميركا» داخل المجلس.
بدورها، أعلنت السفارة الأميركية في كابول إغلاق أبوابها على موظفيها في الداخل، وأنها منعت تحركاتهم تماماً. وقالت، على حسابها في «تويتر»، «السفارة أغلقت على الموظفين وجرى وقف كل تحركاتهم. وأرجو ممن هم خارج السفارة الحفاظ على سلامتهم».
وكان وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا، قد قدّم أول من أمس اعتذاراً إلى الشعب الأفغاني عن قيام عناصر من «إيساف» بإتلاف مواد دينية بينها مصاحف بطريقة غير لائقة في قاعدة باغرام الجوية. كذلك اعتذر قائد «إيساف» الجنرال جون آلن من الشعب الأفغاني والحكومة الأفغانية للسبب نفسه، مؤكّداً أن هذا العمل لم يكن متعمّداً.
وهذه ليست المرة الأولى التي يُستفزّ فيها الأفغان عن طريق حرق القرآن خصوصاً. ففي نيسان 2011، قُتل سبعة عمال أجانب من الأمم المتحدة خلال احتجاجات اشتعلت في أنحاء أفغانستان طوال ثلاثة أيام، بعدما أحرق قس أميركي مصحفاً في فلوريدا.
(يو بي آي، أب، رويترز، أ ف ب)