رأى رئيس اركان الجيوش الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، أن أي تدخل محتمل في سوريا سيكون «صعباً للغاية»، كما لفت إلى أنه «من المبكر» التفكير في تسليح المعارضة السورية لنظام الرئيس بشار الأسد. وقال الجنرال ديمبسي، في تصريح لشبكة الأخبار الأميركية «سي ان ان»، إن «التدخل في سوريا سيكون صعباً للغاية، وأعتقد أن الطريق المتبعة حالياً، التي تقضي بالعمل لإيجاد توافق دولي (ضد سوريا) هي الطريق الصحيح، وليس اتخاذ قرار بالتدخل من طرف واحد».
كذلك رأى الجنرال الأميركي أنّ «من المبكر اتخاذ قرار بتسليح المعارضة في سوريا، وأنا أتحدى أياً كان أن يحدد لي بوضوح هوية المعارضة السورية حالياً». وتابع «هناك معلومات تفيد بأن القاعدة متورطة وتسعى الى دعم المعارضة. ما أريد قوله إن هناك اطرافاً عدة تتدخل، وكل طرف يحاول تعزيز موقعه».
وكانت شبكة التلفزيون الاميركية «ان بي سي» قد ذكرت السبت أن طائرات اميركية حربية من دون طيار او تابعة للاستخبارات الأميركية تقوم بطلعات استطلاعية في الأجواء السورية، لمتابعة العمليات العسكرية التي تجري في هذا البلد، والتي تستهدف المدنيين، وسط دعوات غربية إلى التدخل على غرار ما حدث في البوسنة والهرسك.
غير أن سونر كاجابتاي واندرو تابلر، من معهد واشنطن، يقولان إن «الحرب البوسنية والصراع في سوريا مختلفان في الطبيعة. أي جماعات دولية تتطلع لتوفير تدخل انساني لحماية المدنيين الضعفاء في مناطق حررتها المعارضة (في سوريا)، يجب أن تستفيد من دروس البوسنة في التسعينات». وتظهر هذه الدروس أنها تتطلب قوة دولية تحميها قوة جوية، ومعها تفويض للرد إن تعرضت لإطلاق النار. ومن المرجح أن يقودها حلف شمال الأطلسي ويرأسها جنرال مسلم من تركيا، عضو حلف شمال الأطلسي، وجارة سوريا الشمالية، وتضم وحدات عربية.
وكانت تركيا قد دعت قبل أشهر الى إقامة ملاذات آمنة للسوريين، وتتعاون الآن مع الجامعة العربية وفرنسا. ويقول وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو إن اجتماع «أصدقاء سوريا» الذي من المقرر عقده مع الدول العربية في تونس في 24 فبراير شباط «سيبعث برسالة تضامن قوية جداً، وكذلك تحذير للنظام السوري». وتريد فرنسا أن يقر مجلس الامن خطتها لفتح ممرات انسانية في سوريا من تركيا ولبنان او الأردن الى ساحل البحر المتوسط، لكنّ الرئيس نيكولا ساركوزي استبعد يوم الجمعة تدخلاً مباشراً، قائلاً إن «الثورة في سوريا لن تقاد من الخارج، بل يجب أن تقاد من الداخل».
(أ ف ب، رويترز)