فيما جدد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا تحذيره من أن أميركا لن تتسامح مع امتلاك إيران سلاحاً نووياً، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون رد إيران على القوى الكبرى بأنه «بادرة مهمة»، تشير الى أن طهران تقبل أن أي محادثات يجب أن تبدأ بمناقشة برنامجها النووي.
وقالت كلينتون، في مؤتمر مع وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في واشنطن، إن «المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي في حال استئنافها، يتعين أن تكون جهداً متواصلاً يمكن أن يتمخض عن نتائج»، مضيفة إن القوى الكبرى تدرس الرسالة الإيرانية.
وأضافت كلينتون «يجب أن نتأكد من أننا إذا اتخذنا قراراً بالمضي قدماً نرى جهداً متواصلاً من إيران للجلوس إلى الطاولة والعمل حتى يجري التوصل إلى نتيجة تتضمن عودة ايران للامتثال لالتزاماتها الدولية».
بدورها، أعلنت آشتون أن وصول الرسالة الإيرانية «أمر جيد، ويشير الى وجود فرصة محتملة» للتفاهم على النقاط العالقة في الملف النووي الإيراني. لكن أشتون أبدت «تفاؤلاً حذراً» بشأن استئناف المفاوضات بين ايران والدول الست، وقالت «قد تكون ايران مستعدة للدخول في مباحثات، سنواصل التباحث للتأكد مما اذا كان ما نراه صحيحاً حقاً.. أشعر بتفاؤل حذر في هذا الصدد».
ونقلت اشتون عن مجموعة «5+1» أن الرسالة الواردة من كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي لا تتضمن «أي شروط مسبقة، و(تتضمن) اعترافاً بما سنتحدث بشأنه». وأضافت «والأمر التالي حقاً هو النظر في ما وصلنا إليه في إسطنبول» في كانون الثاني 2011، في إشارة إلى سلسلة من إجراءات بناء الثقة، مثل إتاحة مجال أكبر لعمليات التفتيش.
وكان وزير الدفاع الأميركي قد قال في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الدفاع (البنتاغون) مع نظيره الألماني توماس دو ميزيير، «أوضحنا بالكامل أننا لن نتسامح مع امتلاكهم (الإيرانيين) سلاحاً نووياً، وأوضحنا أيضاً أنه لا ينبغي أن يغلقوا مضيق هرمز». ولم يخف وزير الدفاع الألماني من ناحيته، قلق بلاده الشديد من الوضع الراهن في المنطقة، لكنه أعرب عن أمله بأن «تنضم إسرائيل إلى الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، وألّا تلجأ إلى اتخاذ إجراءات من جانب واحد»، مؤكداً في الوقت نفسه، أن «ألمانيا ستقف إلى جانب إسرائيل، وسيجري لاحقاً تحديد ذلك عملياً».
وفي طهران، انتقد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني سياسة الولايات المتحدة التي تعتمد ازدواجية المعايير في موضوع حقوق الإنسان، مشيراً الى دول الخليج العربية بالقول «إن حلفاء أميركا في المنطقة، هذه المشيخات، لا يجري انتقاد أوضاع حقوق الإنسان فيها، بل يشيدون بهم، وهم بذلك (الغربيون) لا يعيرون أي أهمية للرأي العام العالمي».
وفي اسلام آباد، حيث عقدت قمة رئاسية إيرانية باكستانية أفغانية، رأى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في مؤتمر صحافي أن كل المشاكل الإقليمية التي تواجهها ايران وافغانستان وباكستان سببها التدخلات الأجنبية.
وفي نهاية القمة، التي جمعته مع نظيريه الباكستاني آصف علي زرداري والأفغاني حامد قرضاي، أضاف نجاد «علينا أن نبقى معاً لنتقدم ونصل الى أهدافنا. جئنا لتعزيز التعاون بين دولنا الثلاث. وسنتقدم لحل هذه المشاكل. علينا ان نمنع الآخرين من التدخل».
من جهته، طالب قرضاي بأفعال أكثر من الأقوال في اللقاء الذي طلب خلاله على ما يبدو مساعدة باكستان المجاورة لدفع متمردي طالبان الى مفاوضات سلام.
بدوره، نفى زرداري أن تكون باكستان مصدراً لإثارة اضطرابات لدى جارتها أفغانستان، لكنه قال «لا نستطيع أن ننفي أن هناك أشخاصاً لدينا متورطون» في الإرهاب «لكن هذه مشكلة عالمية». وطمأن الرئيس الباكستاني إيران إلى أنه إذا شنت الولايات المتحدة هجوماً عليها فإن إسلام آباد لن تقدم أية مساعدة للقوات الأميركية. ووجه زرداري رسالة إلى الولايات المتحدة بعدم الإملاء على باكستان من هم الأطراف التي يمكنها إجراء تبادلات تجارية معهم، عادّاً ذلك تدخّلاً في مشروع أنابيب الغاز الباكستانية ـــــ الإيرانية، مؤكداً أن التجارة ستستمر بين إيران وباكستان.
ووقّع الرؤساء الثلاثة بياناً مشتركاً تعهدوا بموجبه عدم استخدام أراضي أي دولة ضد الأخرى. واتفقوا على أن انسحاب القوات الأجنبية هو الحل الوحيد الدائم لتحقيق السلام في أفغانستان. وتعهد الرؤساء أيضاً بذل جهود مشتركة لمحاربة الإرهاب والتطرّف في المنطقة.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي)