أعلنت السلطات الإيرانية أمس أنها تمكنت من شحن مفاعل طهران للأبحاث بالوقود النووي المصنّع محلياً، والمخصّب بنسبة 20 في المئة، وأضافت 3000 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم في مفاعل ناتنز (وسط). وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء بأنه، بحضور الرئيس محمود أحمدي نجاد ووزير الخارجية علي أكبر صالحي، جرى ضخّ الوقود المخصّب بنسبة 20 في المئة المصنّع محلياً في مفاعل طهران للأبحاث، الذي تبلغ قدرته 5 ميغاواط. وقال نجاد، خلال الاحتفال، إن طهران أضافت 3000 جهاز طرد مركزي من الجيل الجديد إلى برنامجها لتخصيب اليورانيوم، واصفاً تركيب الأجهزة في مفاعل ناتنز (وسط) بأنه الإنجاز الثالث لإيران. وأشار إلى أن إيران تملك حالياً 9000 جهاز طرد مركزي ناشط، معبّراً عن استعداد بلاده لمشاركة معرفتها النووية مع جميع أعضاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأنها ستقدم الحماية الكاملة لعلمائها النوويين.
من جهته، قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، فريدون عباسي دواني، خلال مراسم ضخ الوقود النووي: «اليوم نشهد تشغيل أول مجموعة من أجهزة الطرد المركزي هذه التي لها قدرة تخصيب أقوى بمعدل ثلاث مرات» من الأجهزة السابقة. وأضاف «هذا ردّ قوي على كل عمليات التخريب التي قام بها الغربيون».
وأوضح دواني أن إيران لديها القدرة على إنتاج كافة أصناف المنشآت النووية، وتمتلك أيضاً التقنية اللازمة لإنتاج الصفائح النووية الخاصة.
وقال إن بلاده ستبدأ العام المقبل إنتاج «كعكة اليورانيوم الصفراء»، وهو مسحوق اليورانيوم المركز الذي يستخدم لإعداد وقود للمفاعلات النووية. كذلك كشف عن ارتفاع مستوى الطاقة الإنتاجية من الكهرباء في مفاعل بوشهر النووي (جنوب) بنسبة 75 في المئة.
وفي إشارته إلی اغتيال العلماء ووضع العراقيل المختلفة أمام التقنية النووية الإيرانية من قبل الدول الغربية، قال دواني، إن الوقت لا يزال سانحاً أمام هذه الدول للاعتذار من الشعب الإيراني.
وكان مسؤولون أوروبيون وأميركيون وخبراء في القطاع الخاص تحدثوا إلى وكالة «رويترز» أمس، وقالوا إن المهندسين الإيرانيين نجحوا في تحييد الفيروس المعروف باسم «ستاكسنت» وإزالته من أجهزة الكمبيوتر في المنظومة النووية لبلدهم.
في المقابل، عبّرت فرنسا، أمس، على لسان وزارة خارجيتها، عن قلقها حيال إعلان إيران عن إنتاج قضبان وقود نووي، فيما قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إن موسكو تشعر بالقلق إزاء تقدم برنامج إيران النووي، مؤكداً في الوقت نفسه أنها لا ترى دليلاً دامغاً على تضمنه أهدافاً عسكرية.
في غضون ذلك، بعث أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، سعيد جليلي، رسالة إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. وأفادت «مهر» بأن جليلي أعرب في الرسالة عن ترحيبه باستعداد مجموعة «5+1» (الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) للعودة إلى المحادثات بهدف اتخاذ خطوات أساسية من أجل التعاون، معلناً استعداد بلاده لمواصلة المحادثات. وربط نجاح المحادثات بالتعامل الإيجابي من قبل مجموعة «5+1» مع مبادرة طهران.
بدورها، أكدت المتحدثة باسم أشتون، مايا كوسيانسيتش، أن الاتحاد يدرس الرسالة الإيرانية ويتشاور مع الولايات المتحدة وروسيا والصين وشركاء آخرين بشأن كيفية الرد.
من جهة ثانية، نفت وزارة النفط الإيرانية تقريراً ورد في قناة «برس» التلفزيونية التابعة للدولة، عن أن طهران ستقطع صادرات الخام عن ست دول في الاتحاد الأوروبي. وجاءت هذه التصريحات المتضاربة بعدما استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفراء كل من إيطاليا وإسبانيا والبرتغال وهولندا واليونان وفرنسا أمس.
إلى ذلك، قال المستشار السابق للرئيس باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط، دنيس روس، إن العقوبات الاقتصادية الدولية التي تشل الاقتصاد الإيراني فُرضت بناءً على طلب إسرائيل. وأكد، في مقابلة أجرتها معه صحيفة «هآرتس»، أن «هذه بكل تأكيد عقوبات تشل الاقتصاد الإيراني، وهذا هو الموقف الإسرائيلي طوال الوقت، بأنها تريد عقوبات تشلّ»، مشدداً على أنها «ستؤثر على السلوك الإيراني، إذ ليس مصادفة أنهم (الإيرانيون) أصبحوا فجأة يريدون التحدث مع الدول العظمى الخمس زائد واحد وبحث الاقتراح الروسي».
(إرنا، مهر، رويترز، يو بي آي، أ ف ب)