رغم أنّ انتخابات ولايات كولورادو ومينيسوتا وميسوري، التمهيدية، يوم الثلاثاء، غير ملزمة للحزب الجمهوري، إلا أن المرشح الأساسي لخطف بطاقة الترشيح أمام باراك أوباما في انتخابات الرئاسة الأميركية، ميت رومني، تلقى صفعة كبيرة حين خسر الولايات الثلاث لمصلحة منافسه ريك سانتوروم. إذ استطاع حاكم بنسيلفانيا السابق أن يربح كلّ مقاطعات ولاية ميسوري (وعددها 114) وينال 55.2 في المئة من الأصوات. وحلّ رومني في المركز الثاني مع 25.3 في المئة، ورون بول ثالثاً مع 12.2 في المئة، وغاب نيوت غينغريتش عن الانتخابات، التي فضل عدم خوضها في هذه الولاية المحافظة. أما مينيسوتا ـــــ التي كانت من نصيب رومني في انتخابات 2008 أمام جون ماكاين ـــــ فقد نال سانتوروم 44.8 في المئة من أصوات ناخبيها الجمهوريين، فيما كانت المفاجأة بحلول رومني ثالثاً مع 16.9 في المئة من الأصوات، أمام نيوت غينغريتش الرابع مع 10.7 في المئة من الأصوات، ووراء رون بول الثاني مع 27.2 في المئة.ونال سانتوروم أقل نسبة له في كولورادو مع 40.2 في المئة من الأصوات، أمام رومني (ثانياً مع 34.9 في المئة)، وغينغريتش (ثالثاً مع 12.8 في المئة)، وبول (رابعاً مع 11.8 في المئة).
وقبل صدور النتائج بدا كأنّ رومني يتوقع النتيجة السيئة له، إذ شنت حملته هجوماً عنيفاً على سانتوروم، وقال إنّ كل المرشحين «لن يعرفوا كيف يصلحون واشنطن، لكونها أفسدتهم»، مردداً أنّه الوحيد الذي لم يعمل في العاصمة بين الجميع، الذين مروا على مجلسي الشيوخ والنواب في فترات مختلفة.
ورغم أنّ فوز سانتوروم الساحق لا يترجم في أرقام المندوبين، إذ لا يزال رومني متقدماً فيها على الجميع (107 من أصل 1144 ضرورية للربح)، إلا أنّ النتيجة هي ضربة معنوية كبيرة لحاكم ماساشوستس، الذي كان يتقدم الجميع بمسافة مريحة. وفيما يمكن تفسير ربح سانتوروم في مينيسوتا وميسوري بطغيان الناخبين المحافظين جداً فيها، فإن هزيمة كولورادو غريبة لكون المورمون (الكنيسة التي ينتمي إليها رومني) منتشرين أكثر في هذه الولاية، بسبب قربها لمعقلهم الرئيسي في يوتاه.
وأعطى الفوز دفعاً لسانتوروم قبل إعلان نتيجة انتخابات ولاية ماين السبت، وأعلن بعد صدور النتائج أنّه «النسخة المحافظة من باراك أوباما». وبعد ماين، سيكون هناك انتخابات غير ملزمة في جزر ماريان (في 25 الشهر الجاري)، على أن تستأنف المراحل الانتخابية في ولايتي ميشيغان وأريزونا في 28 شباط.
وقد يكون الفوز أيضاً فرصة لسانتوروم ليتمكن من جمع المزيد من التبرعات في وجه رومني، الذي يتقدم على الجميع حتى الآن في ذلك. فهو جمع حتى بداية الأسبوع 57 مليون دولار، مقابل ما يزيد قليلاً على مليوني دولار لسانتوروم. ولم تتمكن الملايين الستة والعشرين التي جمعها رون بول من تحسين مركزه بين الأربعة الأوائل حتى اليوم، مع حلوله في المركز الأخير في الترتيب العام. أما غينغريتش فلم يجمع سوى 12 مليون دولار حتى اليوم. كذلك قد يتمكن سانتوروم من زيادة عدد مؤيديه من قيادة حزبه، إذ لم يتخطّ ذلك الثلاثة أشخاص (العدد نفسه يؤيد غينغريتش)، مقابل 94 لرومني، و11 لبول.
وبعيداً عن الانتخابات، تدور معركة بين المرشحين الأربعة على كسب أكبر عدد من المشجعين على موقع تويتر، يفوز فيها حتى الآن غينغريتش مع ما يقارب مليوناً ونصف مليون من المتابعين (FOLLOWERS)، سببها تصريحاته النارية، فيما يبدو الثلاثة الباقون متأخرين جداً عنه، مع 327 ألف متابع لرومني، 230 ألفاً لبول و110 آلاف فقط لسانتوروم.