أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أمس، أن نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون لم تعبّر أمامه، خلال لقائهما في واشنطن أول من أمس، عن معارضة أميركية لهجوم عسكري على إيران. وفيما هدّد السفير الإيراني لدى موسكو، محمود رضا سجادي، بأن طهران قادرة على ضرب القوات العسكرية الأميركية في أي مكان في العالم، كان وزير الأمن الإيراني حيدر مصلحي يحذّر من مساع لإثارة أزمة في البلاد.وقال ليبرمان لإذاعة الجيش الإسرائيلي إن اللقاء مع كلينتون كان «جدياً جداً وبحثنا في أمور حساسة»، وأن «دولة إسرائيل تتلقى من الكونغرس ردود فعل جيدة وكما ينبغي. الأميركيون يوافقون على أن إيران هي الخطر الأكبر اليوم، ويجب منع قدرتها النووية بكل ثمن». وأضاف أن الحظر على استيراد النفط من إيران ضروري وفعّال، وأنه «أصبح بالإمكان رؤية وجود تأثير على سعر صرف العملة الإيرانية. لكن هل هذا يكفي من أجل وقف البرنامج الإيراني؟ لا نرى حتى الآن إشارات على ذلك، وهم مصرّون ومستمرون ببرنامجهم رغم العقوبات». وتابع «وفد الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي عاد من إيران قبل فترة قصيرة لم ينجح في الوصول إلى عدة مواقع مهمة، ولم يحصلوا على معلومات ولا على تعاون» من جانب السلطات الإيرانية.
في المقابل، نقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن السفير الإيراني لدى روسيا، محمود رضا سجادي، قوله في مؤتمر صحافي في موسكو، إن الولايات المتحدة سترتكب خطأً إذا نفذت ضربة عسكرية تستهدف إيران، رغم أن واشنطن لم تعلن عن مثل تلك الخطط. وأضاف «الأميركيون يعرفون جيداً طبيعة إيران وطبيعة قدراتنا. إيران في وضع جيد جداً يسمح لها بشن ضربات انتقامية على أميركا في أنحاء العالم. أي هجوم على إيران سيكون انتحاراً بالنسبة إليهم».
من ناحية ثانية، أعلن وزير الأمن الإيراني، حيدر مصلحي، عن وجود معلومات «مؤكدة» عن مساع لإثارة أزمة في البلاد وإشعال توتر لعرقلة سير انتخابات مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) المرتقبة. ونقلت «قناة العالم» الإيرانية عن مصلحي قوله، إن «وجود مثل هذا المخطط يتطلب في المقابل يقظة الأجهزة الأمنية وأبناء الشعب الإيراني الثوري»، مشدداً على أن المشاركة الشعبية الواسعة في الانتخابات «ستدحر العدو وتعزز الوحدة واللحمة بين أبناء الشعب». وأضاف «الأمن والسلامة والمنافسة السليمة والمشاركة الشعبية الواسعة والسعي لتأليف برلمان ملتزم بولاية الفقيه وذي خبرة في إدارة شؤون البلاد تمثّل المحاور الخمسة الأساسية التي يمكن من خلالها إفشال مخططات الأعداء وتأمين المشاركة الشعبية الواسعة والفعالة في الانتخابات» التي ستجري في آذار المقبل.
في هذه الأثناء، فرض مجلس الشوری الإسلامي عقوبات علی مموّلي الإرهاب، وذلك في إطار قرار صُدّق علیه خلال الجلسة العلنیة للمجلس أمس. وقال رئیس المجلس علي لاريجاني، إن تبني الحق ومقارعة الظلم هما السیاسة الثابتة والثوریة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة.
في غضون ذلك، طالب وزير النفط الإيراني، رستم قاسمي، بلاده بالاستثمار في الطاقة المتجددة للحفاظ على احتياطيات النفط والغاز، فيما تزيد العقوبات الغربية المشددة من صعوبة بيع طهران النفط. ونقل موقع «شانا» الإخباري التابع لوزارة النفط عن قاسمي قوله، في بيان، «الاعتماد على موارد النفط والغاز ليس ممكناً على المدى الطويل، ولا يتفق مع مصالحنا الوطنية».
وكان الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ باك قد أعلن أن السعودية يمكنها أن تؤدي دوراً رئيسياً في استقرار الاقتصاد العالمي من خلال أسعار النفط، مشيراً إلى تعهد الرياض بالنظر بجدية في تزويد كوريا بكميات إضافية من النفط بديلة للنفط الإيراني.
(أ ف ب، رويترز، يو بي آي، إرنا)