غداة إعلان قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري عن رسوّ سفينتين حربيتين إيرانيتين في ميناء جدة السعودي لـ«مواجهة الميل نحو معاداة إيران»، كرر نائب رئيس الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أمس، تهديد طهران بأنها ستهاجم أي دولة يستخدم «الأعداء» أراضيها لمهاجمة بلاده. وفيما بدأت القوات البرية الإيرانية مناورات عسكريّة للوحدات المجوقلة في جنوب البلاد، أول من أمس، قال سلامي لوكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، إن «أي بقعة يستخدمها العدو لشنّ عمليات عدائية ضد إيران ستكون معرضة لهجوم انتقامي من قواتنا المسلحة».
من ناحيته، أعلن قائد سلاح البر في حرس الثورة الإسلامیة، العمید محمد باكبور، أنه «تزامناً مع بدء المرحلة الرئیسیة لمناورات «حماة الولایة»، فإن إيران لن تكون البادئة في أي حرب، ولكنّ ردّها علی أي تهدید سیكون ردّاً مدمّراً وهجومياً». إلّا أن الموقف اللافت جاء من ألمانيا، حيث يعقد مؤتمر ميونيخ للأمن. فقد حثّت تركيا وقطر الغرب أمس على عدم مهاجمة إيران لحل الخلاف النووي، وبذل مزيد من الجهود للتفاوض لإنهاء النزاع.
وقال وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو إن «الخيار العسكري سيحدث كارثة في منطقتنا. لذا، قبل هذه الكارثة، يجب أن يتوخى الجميع الجدية في المحادثات. ونأمل أن يلتقي الطرفان قريباً من جديد، لكن هذه المرة ستكون هناك نتيجة كاملة».
بدوره، قال وزير الدولة القطري لشؤون التعاون الدولي، خالد بن محمد العطية، إن شنّ هجوم «ليس حلاً، وتشديد الحظر على إيران سيجعل السيناريو أسوأ. أعتقد أنه ينبغي إجراء حوار».
في غضون ذلك، نقلت وكالة «فارس» عن الأميرال سياري قوله إن سفينة الإمداد «خرج» والمدمرة «الشهيد قندي» رستا السبت في (مدينة) جدة (السعودية) المطلة على البحر الأحمر «طبقاً لأوامر المرشد الأعلى (علي خامنئي) بالانتشار في عرض البحر». وأوضح أن «هذه المهمة تهدف إلى إظهار نفوذ جمهورية إيران الإسلامية في عرض البحر ومواجهة الميل نحو معاداة إيران»، مؤكداً أنها ستستمر ما بين سبعين وثمانين يوماً» من دون تحديد وجهتها لاحقاً.
من جهته، اعتبر ممثل المرشد الإيراني الأعلى لدى حرس الثورة الإسلامية، علي سعيدي، مضيق هرمز والرأي العام المتأثر بإيران في المنطقة أنهما يمثلان ورقتين رابحتين لإيران للرد على التهديدات، حسبما نقلت عنه وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء.
وتزامناً مع احتفالات الذكرى السنوية للثورة الإسلامية عام 1979، أفاد موقع التلفزيون الرسمي الإيراني بأن إيران بدأت إنتاج صاروخ جديد مضاد للسفن الحربية أطلقت عليه اسم «ظفر». وأوضح قائد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، العميد علي فدوي، أن هذه الصواريخ يمكن إطلاقها من على الزوارق أو الطوافات أو العجلات الصغيرة لدى الحرس الثوري.
في غضون ذلك، قال وزير النفط الإيراني رستم قاسمي، «للأسف رضخ الاتحاد الأوروبي للضغط الأميركي. آمل أن يعيدوا النظر في قرارهم فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية». وأضاف أن «من المؤكد قطع صادراتنا النفطية عن بعض الدول الأوروبية. وسنقرر بشأن سائر الدول الأوروبية في وقت لاحق».
وفي سياق متصل، أعلن مسؤول في منظمة تعبئة الطلبة الإيرانيين، داوود غودرزي، عن احتشاد طلبة جامعات طهران أمام مجلس الشورى الإسلامي اليوم (الاثنين) دعماً لإمرار القرار الإيراني بوقف صادرات النفط إلى بعض الدول الأوروبية، في البرلمان.
وكان مئات الأشخاص قد تظاهروا أول من أمس في ثمانين مدينة أميركية وكندية تلبية لدعوة من تجمع منظمات سلمية إلى «يوم تحرك جماهيري» للتحذير من حرب أميركية محتملة على إيران. وفي إسطنبول، نظّمت المنظمات الشعبية في تركيا تظاهرات مشابهة تنديداً بقرار العقوبات الغربية ضد الشعب الإيراني.
(رويترز، فارس، مهر، أ ف ب، يو بي آي)