بينما كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعلن عن محادثات «طيبة» في إيران حول الشكوك بالبرنامج النووي لهذا البلد، حذر رئیس مجلس الشوری الإسلامي علي لاریجاني من أن بلاده «ستقطع أيدي من يغامرون» في الخليج. وقال لاريجاني، أمام مجلس الشورى، إن التصریحات الأخیرة للمسؤولین الأميركیین والغربیین بشأن مضیق هرمز «نابعة من خشیتهم من هیمنة الثورة الصامدة للشعب الإیراني». وأضاف «إن الشعب الإیراني یعتبر مضیق هرمز مضیق سلام. ولو حاول البعض القیام بمغامرة في الخلیج أو بحر عمان، فإن الشعب الإیراني سیبادر الی قطع أیدیهم». وقال رئيس البرلمان الإيراني «إن صلابة الثورة الإسلامیة الیوم نابعة من رفضها لكل الطواغیت، وبطرح نموذج ملموس للدیموقراطیة الدینیة، وهو النموذج الذي یفسح الطریق للثورات في المنطقة». في غضون ذلك، قال نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، هيرمان ناكيرتس، عقب عودته من زيارة لإيران استغرقت ثلاثة أيام على رأس وفد من مفتشي وكالة الطاقة: «نحن ملتزمون بتسوية كل القضايا المهمة، والإيرانيون ملتزمون بالقطع أيضاً. لكن لا يزال هناك بالطبع الكثير من العمل يتعين إنجازه، وخططنا لرحلة أخرى في المستقبل القريب جداً».
ووصف زيارة الوفد الذي ضم ستة أعضاء الى ايران، بقوله «نعم ... قمنا برحلة طيبة». وقال إنها «مباحثات مكثفة». وفي وقت لاحق أمس أعلنت وكالة الطاقة أن الجولة المقبلة من محادثات المفتشين النووين في ايران ستكون في 21 و22 شباط الحالي.
وكانت إيران قد وصفت المحادثات في وقت سابق بأنها «بناءة»، وقالت إن هناك نية لعقد المزيد من الاجتماعات. وكان مدير الاستخبارات القومية الأميركية جيمس كلابر، قد اعتبر، أول من أمس، أن العقوبات والدبلوماسية قد تقنعان إيران بوقف برنامجها النووي لأن مسؤوليها يتصرفون بعقلانية ويتبعون «مقاربة تقويم الأرباح والكلفة».
وقال كلابر إنه بالرغم من تصاعد التوتر مع طهران وحرب الأعصاب بخصوص مضيق هرمز في مطلع العام، فإن التدخل العسكري ضد إيران ليس محتماً. وقال في جلسة استماع أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ «إننا نعتبر أن صناعة القرار في الملف النووي في إيران تتم عبر مقاربة تقويم الأرباح والكلفة، ما يعطي المجتمع الدولي مجالاً للتأثير على طهران».
وأشار مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ديفيد بترايوس، أمام مجلس الشيوخ، إلى أن الهدف الرئيسي للمسؤولين الإيرانيين هو «بقاء النظام»، معتبراً في الوقت نفسه أن «الحل السلمي» للأزمة مع إيران «ما زال ممكناً».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز)