قد يكون حاكم ماساشوتس السابق، ميت رومني، الذي ينافس على بطاقة الترشيح الجمهورية لانتخابات الرئاسة الاميركية، بدأ يتجه نحو حسم موقعه في مواجهة باراك أوباما في 6 تشرين الثاني المقبل. فنسبة 46.4 في المئة من الأصوات الجمهورية في فلوريدا، مكنت رومني من الحصول على الخمسين مندوباً بأكملهم الذين يخصصهم المؤتمر الجمهوري العام للولاية (مع إرجاء الحسم بشأن 49 آخرين إلى آب المقبل خلال المؤتمر نفسه). هكذا تقدم رومني بشكل مريح على كل منافسيه، وخصوصاً نيوت غينغريتش الذي حل ثانياً مع 31.9 في المئة من الأصوات. وكان لافتاً بدء ريك سانتوروم، الذي حلّ ثالثاً، مع 13.4 في المئة من الأصوات، بمجاملة الرابح منذ أسابيع عدّة، على ما يبدو طمعاً بمنصب في الإدارة المقبلة، في حال استطاعة رومني الوصول إلى البيت الأبيض، نهاية العام، وركز انتقاده وهجومه بعد ظهور نتائج الثلاثاء على غينغريتش. فهو بدأ يدرك ربما أنّ حظوظه شبه معدومة للحصول على بطاقة الترشيح الرسمية، ويريد أن يكون هيلاري كلينتون الجمهوريين. في المقابل، بدا كأنّ السيناتور عن ولاية تكساس رون بول يبتعد شيئاً فشيئاً عن الصدارة، إذ حل في المركز الرابع، مع سبعة في المئة من الأصوات.وقد انتشرت في الأسبوع الماضي أخبار عن ميل لدى قيادة الحزب الجمهوري لدعم رومني في الترشيح، والتخلي عن غينغريتش، الذي برأيهم سيضرّ الحزب كثيراً في حال منافسته أوباما في تشرين الثاني المقبل. ويقود الحملة المرشح الأسبق للرئاسة، بوب دول، الذي نشر رسالة الأسبوع الماضي تعتبر أنّه في حال حصول غينغريتش على بطاقة الترشيح فإنه «سيضر بكل مرشحينا الى المناصب الفدرالية والمحلية». ووصف غينغريتش بأنّه يعمل وحده، ولا يقبل النصائح وأفكاره بالية.
لكن يبدو أنّ غينغريتش لم يتأثر بالهزيمة الثلاثاء ولا بالحملة ضده، فهو ألقى خطاب الهزيمة، تحت عنوان «ويبقى 46 ولاية»، غير عابئ بالنتيجة التي حققها، فيما كان يبدو تأثر مناصريه بذلك، إذ حضر عدد قليل منهم في الموعد المحدد للخطاب، واضطر الصحافيون الموجودون في مقر الحملة إلى التنافس على أخذ تصريحاتهم.
وتشير نتائج فلوريدا إلى بدء قبول الناخبين الجمهوريين لرومني، الذي بقي بين أول مرشحَين في الولايات الأربع التي حصلت فيها الانتخابات حتى الآن. ففلوريدا لم تسمح للمستقلين (غير المسجلين على لوائح الحزب) بالمشاركة في الانتخابات التمهيدية، على عكس الولايات الأخرى (آيوا، نيو هامشير وساوث كارولاينا)، ما يؤكد تصدره ـــــ حالياً على الأقل ـــــ المشهد الجمهوري. وقال 7 من كل 10 ناخبين الثلاثاء، إثر تصويتهم، إنّهم محافظون، ما يعني أنّ رومني بدأ ينال رضى هذه الشريحة التي لديها بعض المخاوف من ديانته. ديانة لن تقف عائقاً أمامه في ولاية نيفادا، التي يوجد فيها نسبة كبيرة من المورمون. هكذا من الممكن أن يتجه رومني نحو إعادة توحيد القاعدة الشعبية للحزب التي تناصر «حزب الشاي»، وتعجبها طروحات غينغريتش الشعبوية، مع النخبة المحافظة التي تقف وراء رومني.
وتتجه الأنظار إلى نيفادا إذاً، التي ستكون انتخاباتها التمهيدية بعد غد السبت، ويصرف المرشحون وقتهم في التجوال بين مدنها، سعياً لإقناع ناخبيها الذين تأثروا كثيراً بالأزمة المالية، بالتصويت لهم. ولن تسبق الانتخابات مناظرة تلفزيونية، ما قد يجنب المشاهدين رؤية رومني وغينغريتش يتجادلان ـــــ مجدداً ـــــ حول ارتباط كل منهما بعملاقي الرهونات العقارية المفلسين فريدي ماك، وفاني ماي.
وأشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب»، منذ يومين، إلى أنّ رومني يسبق غينغريتش، على المستوى الوطني، في مسألة من يصلح أكثر للرئاسة، بنسبة 59 في المئة إلى 39 في المئة.