خاص بالموقع
نواكشوط| نزح آلاف الطوارق من الشمال الموريتاني، خلال الساعات الماضية في موجة نزوح تذكر بما شهدته المنطقة في بداية تسعينيات القرن الماضي. وأفادت التقارير الواردة من الشرق الموريتاني عن وصول آلاف الطوارق الهاربين من جحيم الحرب المشتعلة بين الثوار الطوارق والجيش المالي. وفي جديد المواجهات، أكدت حركة «أنصار الدين» في شمال مالي، التي يقودها الزعيم الطارقي إياد أغ غالي، أنها سيطرت بالكامل على القاعدة العسكرية في مدينة «أغلهوك»، غرب كيدال، بعد معارك عنيفة مع القوات المالية.

ورغم تقليل الحكومة المالية، في باماكو، من أهمية الأحداث، أكد المتحدث باسم «أنصار الدين» أن حركتهم لم تقم حتى الآن بأي هجوم، باستثناء الهجوم على مدينة أغلهوك، وأن الهجمات الأخرى التي استهدفت مدناً مثل منيكا وليره وغيرهما كانت من تنفيذ «الحركة الوطنية لتحرير أزواد»، بقيادة محمد أغ ناجم. وأشار المتحدث إلى أن مقاتلي «أنصار الدين» واجهوا صعوبة في اقتحام مدينة أغلهوك، بسبب التحصينات الكبيرة لقاعدتها العسكرية، قبل أن يقرروا محاصرتها وقطع الإمدادات عنها. وأثناء محاصرة المدينة، توجه إليها رتل عسكري من الجيش المالي، بقيادة الضابط ولد اميدو، الذي ينتمي إلى إحدى القبائل العربية قادماً من مدينة غاواه، واشتبك مقاتلو حركة أنصار الدين مع الرتل العسكري على مشارف مدينة أغلهوك. وبحسب المصادر، تمكن مقاتلو الطوارق من تدمير إحدى مدرعات الجيش المالي والاستيلاء على إحدى الشاحنات العسكرية.
وأضاف المصدر إن قائد الرتل العسكري ولد اميدو أصيب بجروح طفيفة، وتمكّن من الانسحاب بالمدرعة التي أصيب برجها، فيما فرّ بقية جنوده واعتقل عدد كبير منهم. وخلص المصدر إلى القول ان المدينة وقاعدتها العسكرية سقطتا بالكامل في أيدي المتمردين الطوارق، وهي أول مرة تسقط فيها تلك المدينة، رغم المعارك التي خاضها الطوارق في المنطقة خلال انتفاضتهم الأولى قبل عشرين عاماً، وقد تمكنوا الآن من وضع اليد على مخزون ضخم جداً من الأسلحة والذخيرة في قاعدتها العسكرية، ومخزون كبير من المواد الغذائية، تم توزيعه على السكان.
وقال إن ضابطاً مالياً برتبة عقيد يدعى «هجي» ينتمي إلى قبائل الايمغاد الطوارقية دخل المدينة وأحصى الخسائر ثم انسحب، من دون أي مواجهة.
وعن الحصيلة النهائية لمعركة الاستيلاء على «أغلهوك»، قال المتحدث باسم «أنصار الدين» إن حركته تمكنت من قتل تسعة وخمسين عسكرياً مالياً، وأسر تسعة منهم، بينما قتل سبعة عشر من عناصرها.
وأكدت المصادر أن المدينة توجد حالياً في قبضة المتمردين الطوارق، وأن جميع الخدمات الأساسية من كهرباء وهاتف وغيرها قطعت، والحياة شبه مشلولة فيها.
من جهتها، أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد أنها سيطرت على مدينة ليره الاستراتجية قرب الحدود مع مالي، مؤكدةً عزمها على المضي قدماً في مهاجمة باقي مدن أزواد والاستيلاء عليها. في وقت لا تزال فيه حكومة باماكو تلتزم سياسة غير واضحة في هذه الحرب التي تنبئ بربيع صحراوي بعد الأحدات التي شهدتها السنغال، أول من أمس.